حين أنام وأستيقظ أجد فمي ممتلئاً باللعاب، ما العلاج؟
2016-06-09 04:55:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أشكركم على مجهوداتكم وأجوبتكم على مشكلات الأمة الإسلامية، راجين من الله أن تكون في ميزان حسناتكم.
أنا بعمر 28 سنة، أعاني منذ سنين من مشكلة عند الاستيقاظ من النوم صباحاً أو حتى من القيلولة، حيث أجد فمي ممتلئاً باللعاب، بشكل كبير، وأحياناً يكون لونه بنياً، أي أنه ربما اختلط بدم أسناني، وحينها لا أستطيع أن أكلم أحداً حتى أفرغه!
أصبحت أخجل كثيراً من هذه المشكلة، حتى إني لم أعد أفكر في الزواج بسببها، فأرجوكم، هل من علاج لحالتي؟ وما هي الأدوية اللازمة والنافعة؟
أفيدوني، فأنا قلق جداً، وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أخي الكريم- في موقع استشارات إسلام ويب.
إن اللعاب يفرز من الغدد اللعابية للفم، ويتراوح كمية الإفراز اليومي ليترين تقريباً، ويزداد إفراز اللعاب قبل وأثناء تناول الطعاوم، لكي يساعد بعملية المضع ويسهل بلع لقمة الطعام، وللعاب وظائف كثيرة فهو يحتوي على إنزيمات هاضمة، وإنزيمات قاتلة للجراثيم الفموية، ويساعد في الحفاظ على رطوبة الفم، مما يقلل حدوث النخور، ويساعد في النطق والكلام، حيث إنه يتم إفراز اللعاب عن طريق الغدد اللعابية، وهي 3 غدد رئيسية، النكفية وتحت الفك وتحت اللسان، وعن طريق العديد من الغدد اللعابية الصغيرة المنتشرة في جوف الفم، وفي باطن الشفاه وسقف الفم، وباطن الخد واللسان.
لقد أوجد الله سبحانه وتعالى اللعاب ليكون في حاله توازن داخل الفم، حيث يمكن بلعه أو حتى التخلص منه أثناء اليقظة، ونفقد هذه الآلية أثناء النوم.
هناك أسباب كثيرة لزيادة إفراز اللعاب أثناء النوم، وأهمها:
- وجود مشاكل تنفسية تبقي الفم مفتوحاً، كضخامة القرينات الأنفية، والتهاب الجيوب، وحساسية الأنف، وضخامة اللوزتين وغيرها، حيث أننا لا نملك القدرة للسيطرة على أجسامنا أثناء النوم فيفتح الفم بشكل لا إرادي.
- وجود مشاكل بنيوية ضمن جوف الفم، كضخامة اللسان وسوء الأطباق والنخور السنية، وبعض أنواع الحشوات السنية أو أجهزة التقويم السني أو الأجهزة السنية المتحركة.
- تناول بعض الأدوية التي يكون من آثارها الجانبية زيادة إفراز اللعاب، وبعض الأمراض، كداء باركنسون وبعض الأمراض العصبية التي تودي إلى شلل وارتخاء العضلات.
- زيادة إفرز هرمون الغدة الدرقية، وبعض الأمراض الهضمية، كالارتجاع المريئي والتهاب المعدة والتهاب البنكرياس وفشل وظائف الكبد، لذلك عليك -أخي الكريم- معرفة المسبب وعلاجه، لعلاج زيادة إفراز اللعاب لديك.
من الأسباب الفموية السنية لزيادة إفراز اللعاب:
- وجود بعض أنواع الحشوات السنية، وخصوصاً المعدنية، وخصوصاً إذا ترافق حدوث زيادة إفراز اللعاب، مع وضع هذه الحشوات، مما يتطلب نزع هذه الحشوات واستبدالها بنوع آخر من الحشوات.
- التهاب اللثة البسيط أو المتقدم، والمترافق مع رائحة فموية، ونزف لثوي لأي رض أو أثناء تفريش الأسنان، ويتطلب علاج التهاب اللثة عند الطبيب، والحفاظ عل الصحة الجيدة.
-سوءاً إطباق الأسنان الذي يعيق حدوث إغلاق جيد للفم أثناء النوم، مما يتطلب علاجاً تقويمياً مستعجلاً، ويفضل العلاج بأجهزة التقويم المتحرك (INVESILINE).
- ضخامة اللسان، ويجب تقييم الضخامة هل هي متعلة بكبر حجم اللسان نفسه أو صغر أو ضيق في الفكين.
أخي الكريم، من النصائح العلاجية لديك أن تغير وضعية نومك إلى النوم على الظهر، ورفع الرأس بواسطة مخدة بزاوية 45 درجة، والإقلال من تناول عشاء دسم، ولا يفضل النوم بعد الطعام مباشرة، وهناك بعض الأدوية التي تقلل من إفرازات الغدد اللعابية، وأهمها: Scopolamine وهو يقلل من الإفرازات اللعابية بنسبة 80%.
كما أن هناك عمليات على الغدد اللعابية نفسها بقطع الأعصاب المغذية لها، فتقل وتنعدم إفرازاتها، وهذا يكون آخر الحلول.
لذلك عليك -أخي الكريم- معرفة المسبب أولاً وعلاجه عند الطبيب المختص، وعليك باتباع التعليمات الواردة أعلاه، والبدء بعلاج اللثة للتقليل من إفراز اللعاب أثناء النوم مع ضرورة عدم إهمال المسببات المذكورة والتقصي عنها لوضع الحل النهائي لزيادة إفراز اللعاب لديك.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، مع أطيب الأماني.