هل ستزول الأعراض الجانبية للزولفت؟
2015-12-16 04:51:01 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الطبيب الفاضل: تحية طيبة، وبعد:
عمري (32) سنة، ذكر، مررت قبل أربع سنوات بظروف عائلية ومشاكل مع زوجتي، جعلتني أشعر بالقلق والخوف والأرق، وبعض العصبية, وذات يوم شرحت لصديق لي وضعي، فأعطاني حبة لوكسوتانيل، فشعرت بعدها براحة كبيرة، ونمت بعدها بشكل طبيعي، وبقيت فترة شهرين على الدواء، وبعدها تركت الدواء، وعادت أموري العائلية على أحسن حال.
بعد فترة أصبحت هناك وساوس قهرية وأفكار غريبة تراودني من إيذاء أطفالي بدون سبب، وأخاف إذا رأيت سكينا -مثلا-، مع أنني مؤمن أن هذه الأفكار لا أطبقها أصلا، فصرف لي الصيدلاني دواء زولفت لمدة (4) شهور، فتحسنت كثيرا, ثم من جديد عادت لي المشكلة؛ دقات سريعة في القلب، خوف شديد من لا شيء، قلق، توتر، صداع، ضغط على الرأس ...الخ، مع أن حياتي سعيدة، وأنا مرتاح بعملي وبيتي، وأصلي، وأقرأ القرآن، والحمد لله.
عدت لدواء زولفت منذ (9) أيام، وبدأت بـ (50) ملغم، ثم زدت الجرعة إلى (100) ملغم صباحا بعد الأكل، ولكن على عكس المرة الأولى التي أخذت فيها الزولفت، فلقد شعرت هذه المرة بأعراض جانبية، وهي قلق زائد، وأرق في النوم، مع أني آخذ الدواء صباحا، وفقدان شهية، وخوف شديد من أني سيحصل لي شيء، وكثرة تبول، وتنميل خفيف في اليدين، ولكي أرتاح مساء؛ أخذت دواء لوكستانيل (3) مل؛ لتهدئة أعصابي.
سؤالي: هل أستمر على دواء زولفت؟ وهل ستزول الأعراض الجانبية مع أني أول مرة أخذت زولفت لم تكن هناك أعراض أبدا؟ وهل يتعارض لوكسوتانيل مع زولفت؟ وهل أستطيع أخذ لوكسوتانيل عند الضرورة؟
أرجو الرد بسرعة -لو تكرمتم- لأني قلق جدا، أريحوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخِي: التقلبات في استجابات الناس للأدوية أمرٌ معروف لدينا في العلوم النفسية، فبعض الناس يستفيدون من دواءٍ معيَّنٍ، بفائدةٍ كبيرةٍ جدًّا حين يستعملون للوهلة الأولى، لكن إذا استعملوه في مرة ثانية قد لا يستفيدون منه، والعكس صحيح، حيث هنالك بعض الناس لا يستفيدون من الدواء في فترته الأولى، ولكن حين نُطالبهم باستعماله مرة أخرى بعد التوقف عنه يستفيدون منه كثيرًا. هذه الظاهرة ظاهرة معروفة وغير مفسَّرة التفسير التام، هنالك نظريات تتحدَّث عن نوع من الإطاقة الكيميائية معينة على مستوى الفسيولوجي الخاص بالموصلات العصبية، لكن الصورة ليست واضحة بشكل جلي.
فيا أخِي الكريم: ربما يكون الذي حدث لك هو إطاقة للدواء في هذه المرة؛ ممَّا جعل استجابتك للـ (زولفت Zoloft) ضعيفة. أنا أريدك أن تستمر عليه لمدة شهرٍ آخر بجرعة مائة مليجرام، إذا لم تستفد منه أو ظهر منه آثار جانبية خاصة موضوع الأرق فتوقف عنه، واستبدله بعقار آخر، وربما يكون الـ (سبرالكس Cipralex) هو العقار الأفضل، علمًا –يا أخِي الكريم– أن كل خمسين مليجرامًا من الزولفت تُعادل عشرة مليجرام من السبرالكس، وعملية الاستبدال بسيطة جدًّا، تُخفض الزولفت إلى خمسين مليجرامًا، وتبدأ مباشرة في تناول السبرالكس بجرعة عشرة مليجرام، استمر على الدواءين مع بعضهما البعض لمدة أسبوعين، ثم تتوقف بعد ذلك عن الزولفت وترفع جرعة السبرالكس إلى عشرين مليجرامًا، وسوف تكون هذه هي جرعتك العلاجية.
بالنسبة للـ (لكسوتنيل Lexotanil) أو ما يُعرف علميًا باسم (برومازبام Bromazepam) هو دواء ممتاز جدًّا لعلاج القلق والتوترات وتحسين النوم، لكن يُعاب عليه صفاته الإدمانية ولا شك في ذلك.
أخِي الكريم: أنا حقيقةً لا أريد أن أحرمك من الراحة التي يجلبها لك اللكسوتنيل، لكن في نفس الوقت لا أريدك أن تكون مستعبدًا له؛ لأن الاستمرار في تناوله سوف يجعلك تتعوّد عليه، لا أقول لك تناوله مثلاً بجرعة واحد ونصف مليجرام مرة في الأسبوع، هذا قد لا يكون مرفوضًا، لكن وُجد أن مَن يُلازم هذه الأدوية حتى ولو على مستوى متباعد جدًّا ربما في نهاية الأمر يجد نفسه مُكبَّلاً تحت وطأتها.
فيا أخِي الكريم: هذا هو الموقف، أوضحته لك بكل أمانة وبكل علمية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وأشكرك –أخِي الكريم– على التواصل مع إسلام ويب.