كيف أخلص أخي من الاكتئاب الذي أفسد عليه دراسته؟
2015-12-23 03:18:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أخي الأكبر يعاني من اكتئاب حاد، بدأ معه منذ 7 سنوات تقريبا، فأخي كان متفوقا جدا في دراسته قبل الجامعة، ولكن عندما التحق بكلية الصيدلة حاله أصبح غريبا، لا يريد الذهاب إلى الجامعة، ويقول بأنه سيتوقف عن التعليم.
هو الآن في السنة الثالثة، والتي يبدو أنه سيأجلها هي الأخرى؛ ليصبح بذلك في الفرقة الثالثة بعد مرور 7سنوات، وكان في خلال هذه الفترة يأخذ دواء يصبح شهرا جيدا، والباقي مكتئبا، وفي هذه الفترات كان يأخذ الدواء ثم يتوقف عنه؛ لأنه يقول بأن هذه الأدوية مضرة على المدى الطويل.
هو الآن في حالة يرثى لها، ويبكي كثيراً، ولا يملك إجابات عن أسئلة مثل: ماذا ستفعل إن تركت الجامعة، وأشياء من هذا القبيل، والتشخيص الأخير له كان اكتئاب موسمي كما أخبره الطبيب.
لا أعلم ماذا أفعل له.
أرجو من سيادتكم الرد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخِي: من الواضح أن هذا الأخ –حفظه الله– يعاني من علة مزاجية، غالبًا أحد أنواع الاكتئاب النفسي، ربما يكون اكتئابًا متقطعًا، أو اكتئابًا موسميًّا، أو اكتئابًا ظرفيًّا، هذه كلها واردة -أيها الأخ الكريم- وأعتقد أنه يحتاج للدعم الاجتماعي، يحتاج للمساندة النفسية، ويحتاج لأن يستبصر نفسه بصورة أفضل، دائمًا الفكر الاكتئابي فكر سلبي، وعلة المزاج قد تكون ثانوية، الإشكالية الجوهرية والأساسية والأولية كثيرًا ما تكون في طريقة أفكارنا، وتحليلنا للأمور، وتقبلنا لأنفسنا ولماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، حين ننظر لهذه الأمور بسلبية هنا يُهيمنُ الاكتئاب.
هذا الأخ يحتاج لشيء من العلاج النفسي على هذه الأسس التي ذكرتُها -أيها الفاضل الكريم– والأدوية تُساعده، لكن الأدوية ليست الأساس من وجهة نظري، هي تحتاج لتصحيح المفاهيم، يحتاج لأن يُحوِّل الفكر السلبي إلى فكرٍ إيجابي، يحتاج لمن يأخذ بيده ليسانده في موضوع الدراسة وكيف يستشعر أهميتها، وكيف يُدير وقته، هذا كله يحتاجه.
ولا بد أيضًا أن نجعله يلعب دورًا اجتماعيًا وأسريًا إيجابيًا، كثيرًا ما نهمل من نحب دون أن نقصد، نهمِّشهم، لا نُعطيهم أي نوع من المسؤوليات، خاصة إذا كانت لديهم بعض العلل البسيطة، لا، هذا الأخ يجب أن يكون له دور مركزي في الأسرة، أرجو أن تُحِثَّ أعضاء أسرتك على هذا الأمر، نُشجعه، نحمِّله بعض المسؤوليات، هذا قطعًا سوف يُساعده كثيرًا.
أعتقد أن هذه هي الأسس الرئيسية التي يجب أن يسير عليها، وقطعًا مقابلته لطبيبه سوف تكون أمرًا جيدًا، وتناول أحد مضادات الاكتئاب بجرعة صغيرة، لا أعتقد أنه يحتاج لأكثر من حبة واحدة في اليوم، هذا هو الذي يحتاجه، ونسأل الله له العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على اهتمامك بأمره، والثقة باستشارات إسلام ويب.
والله الموفق.