الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، واستشارتك واضحة جدًّا، وأنت كان لك استفسار واستشارة عن فقدان الشهية العصبي فيما مضى، ورقم الاستشارة هو: (
2295482).
أيتها الفاضلة الكريمة: الذي بك قطعًا هو وسواس، وهو نوع من الوسواس العُصابي –أي الوسواس القلقي– والذي غالبًا ما تتبعه أفعال، بعض الوساوس لا تتبعها أفعال، لكن هناك وساوس تتبعها أفعال، أتتكِ هذه الوسوسة حول العمر وتقدُّمه، وحول الجسم والوزن وكيفية الحفاظ عليه، ودخلت في هذا الأمر العُصابي الوسواسي، ومن ثمَّ حدثت تأثير على شهيتك، نقص وزنك، وأصبحتِ أكثر انشغالاً بالحميات الغذائية.
هذه وساوس، وهذا قلق توتري، وأنت على يقين بذلك، والوساوس يُحقَّر، لا يُعزَّز، وحتى الشدة في مقاومة الوسواس ربما يعني أنك قد أعطيته شيئًا من الأهمية، لا تعطي الأمر أهمية، عليك بالتحقير التام، وأن تُقيمي الأمور بصورة أفضل، والإنسان لا بد أن يكون صارمًا مع نفسه في كثير من الأحيان.
وأنت ذكرتِ أنك لا تودين الذهاب للطبيب النفسي، وأعتقد أن مقابلة الطبيب النفسي سوف تكون جيدة، أو على الأقل طبيب الأسرة، لأنك في حاجة لعقار مثل (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، الذي يتميز بتفتيته للوساوس، وكذلك المساعدة من أي علة مرتبطة بفقدان الشهية العصبي.
فأنصحك بقوة بتناول البروزاك، وسوف تجدي فيه فائدة كبيرة جدًّا، سوف يتحسَّنُ المزاج، سوف يتحسّن التركيز، وكل الذي بك من وسوسةٍ وكدرٍ سوف يزول -بإذن الله تعالى-، هذا لا يعني أن الدواء دواء سِحريًا وهو الذي سيؤدي كل هذه التغيرات، الدواء يساعد ويُساهم ويُمهد للتحسُّن، ومن خلال تغييرك الفكري والمعرفي واستيعابك الأمور بصورة أفضل وأحسن واقعية -إن شاء الله تعالى- يُكتب لك الشفاء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.