أحب صديقتي وأغدق عليها من الهدايا فكيف أتخلص من هذا السلوك؟
2016-01-11 02:55:42 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا بعمر 35 سنة، متزوجة منذ 9 سنوات، وعندي 3 أولاد، أصغرهم عمره 4 أشهر، أنا منزعجة من نفسي كثيراً، لي صديقة تعرفت عليها بعد عام من زواجي، وما زالت علاقتنا مستمرة حتى هذه اللحظة، وعمر هذه العلاقة سبع سنوات ونصف تقريبا.
باختصار: أنا أغدق عليها بالهدايا بشكل جنوني، وأصبحت أنزعج كثيراً من هذا السلوك، وضميري دوماً يؤنبني، وأشعر بالخجل تجاه زوجي وأولادي، وفي كل مرة أقرر أن لا أعود إلى هذا السلوك ولكنني لا ألتزم، وكأن الأمر أصبح عندي كالإدمان.
علماً بأن زوجي ميسور الحال، وزوجها أيضاً، ولكنه بخيل معها، هي صديقتي ولا أنكر أني أحبها كثيرا، ولكني في الوقت ذاته نادمة على تصرفاتي، وأعلم أنها تصرفات تفتقر إلى العقل والصواب، ولا أدري إلى متى سأستمر هكذا؟
أقرر أن لا أتصرف بهذا التصرف ولكن لا أستطيع التنفيذ، ربما لأنني أخشى أن تتركي إن لم أستمر في تقديم الهدايا -هو مجرد إحساس دفين داخلي، ولست متأكدة من شيء-.
هي تكن لي المحبة، ولكنها تحب الهدايا التي أقدمها كثيرا، ولا ترفض لي شيئا، على العكس هي تقبل كل شيء، وتحب المزيد، وبالمقابل هي لا تقدم أي شيء.
أيَّا كانت التفاصيل فلم تعد مهمة، المهم هو أنني أود أن أترك هذه العادة السيئة حقا أريد أن أتوقف عن فعل ذلك، وأريد أن أفهم ما معنى سلوكي هذا؟
شكرا، وجزاكم الله ألف خير
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ صباح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، وكثر الله خيرك، وتقبل عملنا وعملك، ونشكر لك التواصل والسؤال، ودعاؤنا لله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
الهدية لها أثر عظيم في تقوية العلاقات، وهي تسل السخيمة من الصدور، وليس من الضروري أن يكون من نهدي إليه أو إليها من المحتاجين الفقراء. ومن السنة رد الهدية، أو الدعاء للمهدي، أو الجمع بينهما.
قد تفهمنا انزعاجك، ولكم تمنينا معرفة دوافعك الأخرى غير رغبتك في استمرار حبها ووصالها، وهل زوجها البخيل يقصر في الأشياء الأساسية؟ وما هو نوع الهدايا التي تبذلينها لها؟ لا شك إن الإجابة على التساؤلات المذكورة فيه عون لك على اتخاذ القرار الصحيح، ونقترح عليك التقليل من الإهداء لأن الاعتدال مطلوب، ولا مانع من التواصل مع موقعك لرصد ما يحصل.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننبهك إلى ضرورة أن يكون إهداءك وإنفاقك لله، والإنسان لا يندم على العمل والبذل لله، ولا يؤجر إلا إذا كان العمل لله، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق، والسعادة، والنجاح.
نسأله بفضله أن يزيل البخل والشح والتقتير من النفوس، وأن يبارك للمنفقين في أموالهم وأولادهم وأرزاقهم، وأن يعيننا جميعا على البذل من أجل إخواننا المستضعفين من ضحايا الحروب، وأن يجعلنا ممن إذا أعطى شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر.