خطبني ابن خالتي وقلبي متعلق بمطرب مشهور
2016-01-23 23:12:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 17 عاما، طالبة على مقاعد الدراسة وتقدم لي ابن خالتي، وهو على خلق ودين، ملتزم بصلاته ويقرأ القرآن، شهد له الجميع بحسن الأخلاق وأثنوا عليه فوافقت على الخطبة.
مشكلته الوحيدة في الشكل فهو سمين، لكنني لم أهتم، وبعد أسبوعين من الخطبة تحدثت معه بالمراسلة لأنه مسافر في بلد آخر، تمت خطبتنا ورأيت الصور مرة أخرى وتفاجأت من هيئته وفقدت رغبتي في الزواج منه.
أكملنا ثلاثة أشهر من الخطبة دون عقد القران، لم نتحدث إلا عبر الرسائل وأنا من ترفض التحدث معه، ولا أرغب بمحادثته محادثة صوتية، وبت اليوم أكره كل من يبارك لي.
رجحت السبب في جفاف علاقتنا وما أعانيه إلى تعلقي قبل الخطبة بمطرب معروف ومشهور جدا، تعلقت بهذا الفنان كثيرا، وأدعو الله دوما وأقول: (اللهم إن كان به خيرا لي فاجمعني به وإن لم يكن خيرا فأصلحه وقربه إليك ثم أجمعني به وأسعدني معه في الدارين، الدنيا والآخرة).
هل أنا آثمة على هذا الدعاء؟ وهل ينالني عقاب ربي لو تركت خطيبي من أجل هذا الفنان؟ متأكدة أنني لن أكمل هذه الخطبة، ولا أدري ماذا أفعل؟
علما أنني قبل الخطبة وقبل رؤية الصور كنت لا أهتم للشكل، ولا أشعر نحوه بهذه المشاعر السلبية، ولا أعد نفسي مخطوبة لأنه لا يوجد رابط شرعي بيننا، كل ما بيننا هو (المحبس).
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.
وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: إننا نحمد الله إليك هذا التدين الظاهر في رسالتك، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في الدنيا والآخرة.
ثانيا: الدين والخلق هو المعيار الأساسي في الموافقة على المتقدم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : (إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ)، وهذا يدل على أهمية التدين والخلق، وقد ذكر في الأثر أن رجلا قال للحسن: إن عندي ابنة لي وقد خطبت إلي فمن أزوجها؟ قال: «زوجها من يخاف الله فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها».
ثالثا: لا يعني حضور التدين والخلق وجوب الزواج ممن تخلق بهما، بل قد يرد أهل المخطوبة هذا الخاطب لعلة راجحة عندهم، ففي الصحيح أن فاطمة بنت قيس لما ذكرت لرسول الله خطبة معاوية وأبا جهم لها، وتستشير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في اختيار أحدهما، فرد النبي الرجلين لعلتين مختلفتين غير الدين والخلق، (أَمَّا أبو جَهْمٍ فلا يَضَعُ عَصَاهُ عن عَاتِقِهِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ له أنكحي أُسَامَةَ بن زَيْدٍ فَكَرِهْتُهُ، ثُمَّ قال انْكِحِي أُسَامَةَ فَنَكَحْتُهُ، فَجَعَلَ الله فيه خَيْرًا وَاغْتَبَطْتُ)، وهذا يدل على جواز رد الخاطب ولو كان متدينا لعلة، وعليه فمن حقك رد هذا الخاطب إذا كان اليقين عندك استحالة العشرة بينكما.
رابعا: ما مر أختنا كان الحكم الشرعي، وقد بينا فيه جواز رد الخاطب، لكنا نريد أن نقف معك وقفة أخرى، إننا نخشى أختنا أن يكون ردك للخاطب هو مقارنة بين ما نقص فيه الخاطب عن المطرب، فمثلا قد يكون المطرب هذا نحيفا والخاطب سمينا، وساعتها تكون المقارنة مجحفة لأنها في جزئية واحدة، ثم ما رأيك حين تتزوج امرأة رجلا جميلا في صفاته الظاهرة لكنه سيء الخلق لا يتورع عن الحرام؟ هل تظني أن تلك الزوجة سعيدة؟ إذا أردت الإنصاف فعليك أن تنظري إلي الخاطب بما فيه من ميزات ومساوئ، فإذا غلبت حسناتُه سيئاته فهذا في الغالب هو الرجل المناسب، واعلمي أختنا أنك لن تجدي رجلا فيه كل ما تريدين، فنحن بشر وطبيعة البشر النقص.
خامسا: الدعاء الذي ذكرتيه يحصر تفكيرك وعقلك في أمر واحد وشخص واحد، وهذا سيكون له تبعات سيئة على قابل حياتك، ونحن ننصحك بأن تستمري على دعاء آخر: اللهم أقدر لي الخير حيث كان ورضني به.
وأخيرا: فكري أختنا كثيرا قبل اتخاذ القرار، واستشيري من تثقين فيه من أهل الحكمة والدين، ثم استخيري الله عز وجل، وبعد ذلك إن تم الله الزواج فهو الخير لك، وإن انصرف الخاطب عنك فهو الخير لك.
نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يغفر لك وأن يعافيك وأن يرزقك الزوج الصالح، والله الموفق.