ما سبب حالة البكاء التي تنتابني باستمرار؟ وهل لها علاج؟
2016-05-11 04:54:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عمري 34 سنة، أعاني منذ 4 سنوات من نوبات هلع كانت تأتي بشكل متقطع، وكنت أعاني منها كثيرا، ولكن كنت أحاول التغلب عليها، ولكن الأمر أصبح يزداد، وأصبحت حياتي كلها تدور حول التفكير في الموت، وأنني سأترك أولادي، وأصبحت لا أستطيع الاهتمام بمنزلي، ولا بزوجي، ولا أولادي، وينتابني البكاء والحزن باستمرار، لا أنام مطلقا، وقلبي أصبح ينبض بسرعة في أغلب الأوقات، ويشتد خوفي بالليل، وأشعر بآلام شديدة في صدري، ولا أستطيع التنفس، وأشعر ببرودة في جسدي وكأني أحتضر، وأبقى على حالتي هذه حتى يطلع النهار.
أنا منتظمة في صلاتي، وأقرأ القران، وأحاول أن أتقرب إلى الله، ولكن حالتي تزداد سوءا كل يوم، فهل هناك علاج لحالتي بشرط أن لا يؤثر على نشاطي اليومي، أرجوكم ساعدوني.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نوبات الهلع التي كانت تأتي بشكل متقطِّع وخفَّتْ، ولكن بعد ذلك بدأت تحصل لكِ أعراض اكتئاب واضحة، مثل التفكير في الموت بانتظام، والخوف من ترك الأولاد، وقلَّة الاهتمام، والبكاء، والحزن، والأرق...
وهذه أعراض واضحة لاضطراب الاكتئاب النفسي، ومعه بعض أعراض التوتر والقلق، مثل: الزيادة في ضربات القلب، إذ أنه معروف أن نوبات الهلع في كثير من اضطراباته قد يُصاحبه، أو قد يأتي بعده اكتئاب نفسي، وثُلْث مرضى الاكتئاب النفسي يُصابون بأعراض قلق أو توتر نفسي.
فالاكتئاب النفسي منتشر مع المرضى الذين يعانون من اضطرابات الهلع، وعليه يجب أن تتناولي مضادات الاكتئاب، وأرى أن الدواء المناسب لك الذي يُعالج نوبات الهلع والاكتئاب النفسي وأعراض القلق في نفس الوقت هو ما يعرف تجاريًا باسم: (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميًا باسم: (استالوبرام Escitalopram) عشرة مليجرام، تبدئين بنصف حبة -أي خمسة مليجرام- بعد الأكل ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (عشرة مليجرام)، وسوف يبدأ التحسُّن بعد أسبوعين، وتحتاجين إلى شهرٍ أو شهرٍ ونصف لزوال معظم هذه الأعراض الاكتئابية، وبعدها عليك في الاستمرار في تناول العلاج على الأقل ثلاثة أشهر أو من ثلاثة إلى ستة أشهر حسب زوال الأعراض نهائيًا والإحساس بالراحة التامة، وبعدها -أي بعد ثلاثة أشهر أو ستة أشهر من الاستمرار في العلاج- يمكنك التوقف عن الدواء بصورة طبيعية.
ومن المستحسن إذا كان هناك دعم نفسي للعلاج، مثل الاسترخاء الذاتي، وممارسة الرياضة، وهي تؤدِّي إلى الاسترخاء، كرياضة خفيفة، ورياضة المشي هي أهم رياضة تؤدِّي إلى الاسترخاء، أو تمارين رياضية في البيت يوميًا لمدة عشرين دقيقة أو نصف ساعة.
وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.