كلما تغلبت على الوسواس أصاب بعده بالاكتئاب وعسر المزاج
2016-05-16 03:16:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الجميل الذي عالج الكثير من الناس.
أنا شاب عمري 29 سنة، غير متزوج، والحالة التي سوف أذكرها صار لها سنة معي.
كنت أدخن الحشيشة في يوم، وفجأة عند التدخين أتتني أعراض مثل الإغماء وأحسست أن كامل جسمي يريد أن ينطفئ، وفكرت أني سوف أموت فقررت أن أتغلب على هذا الإغماء فقمت بالجري، وغسلت رأسي بالماء البارد عندها أصبت بصدمة كبيرة ليتني تركت جسمي.
المهم بعدها بيومين انتابني خوف وبدأت أفكر بالموت إلى أن أصبح عندي وسواس، وبدأت عندي نوبات هلع عانيت منها كثيرًا، وعرفت أن عندي وسواسا بعدها، حاولت أن أتغلب عليه بالسلوك، ومرات يأتيني اكتئاب، وعند الاستيقاظ يكون الـ mood سيء جدًا، وأنا على هذا الحال منذ سنة، مرات أتغلب على الوسواس، ومرات يتغلب عليّ، وأصاب معه باكتئاب، ورأسي منذ ثلاثة أيام مصاب بالصداع في الجانبين، وزاد عندي الاكتئاب، خصوصًا عند الاستيقاظ.
أشعر أحيانًا أني لا أحس برأسي والكثير من الأحاسيس المتعبة، وبدأت أحس كلما تغلبت على الوسواس يأتيني إحساس أكثر ألمًا منه مثل الاكتئاب، وعسر المزاج.
وعندي القولون العصبي يأتيني دائمًا بعد الأكل، حاولت كثيرًا أنا أتعالج بدون أدوية، ولعل حالتي تتطلب بعض العلاج لكي أتغلب عليه؟
أنا الآن مواظب على صلاتي وأسمع الرقية كل يوم في هاتفي، وتركت تدخين الحشيشة بعد الصدمة -والحمد لله-.
بماذا تنصحوني؟ أريد أن أرجع لوضعي الطبيعي؛ لأني تعبت جدًا.
وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aws حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الاضطرابات الشائعة جدًّا: حدوث نوبات الهلع بعد تدخين مخدر الحشيش، ولقد عالجتُ عدة أشخاص حصل لهم هذا الشيء الذي حصل لك.
تدخين الحشيش أو سيجارة حشيشة تؤدي إلى نوبة هلع وخوف واكتئاب وصداع، وقد يستمر هذا الشيء حتى بعد التوقف عن تعاطي وتدخين الحشيش، وأحيانًا بعض الناس يستمرون في تدخين الحشيش وتستمر معهم هذه الأعراض.
الحمدُ لله أنك توقفت عن تدخين الحشيش، ولكن استمرار هذه الأعراض لا يُقلك، -إن شاء الله- أنت توقفت، وإن شاء الله سوف تنتهي منك هذه الأعراض، حتى وإن استمرت لبعض الوقت.
أرى أنك الآن -لأن هذه الأعراض استمرتْ لفترة طويلة، قُرابة السنة- تحتاج لتناول دواء للمساعدة في التخلص من هذه الأعراض نهائيًا -إن شاء الله-.
أنصحك بتناول دواء يعرف باسم (سيرترالين)، أو ما يعرف تجاريًا بـ (زولفت)، خمسين مليجرامًا، تناول نصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجرامًا- ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك تناول حبة كاملة ليلاً، سوف يبدأ مفعول الدواء بعد أسبوعين، وسوف تبدأ هذه الأعراض في الزوال -إن شاء الله- في حوالي شهر إلى شهرٍ ونصف.
ولكن بعد زوال الأعراض والشعور بالتحسُّن لدرجة كبيرة عليك بالاستمرار في العلاج لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر حتى تختفي هذه الأعراض نهائيًا، وبعدها يمكنك التوقف عن العلاج تدريجيًا بسحب نصف حبة كل أسبوع، حتى يتم التوقف نهائيًا.
ليس هناك تعارض بين تناولك للدواء والمواظبة على الرقية الشرعية، -وإن شاء الله- يكمِّلان بعضهما، والمواظبة على الصلاة والذكر وقراءة القرآن أيضًا تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة وراحة البال.
وفقك الله وسدَّد خُطاكَ.