أعاني من صعوبة في الاستمتاع بالحياة وقلة الثقة بالنفس
2016-05-23 02:36:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من صعوبة في الاستمتاع بالحياة، والعيش حياة طبيعية، إذ يغلب علي الحزن والبرود، وقلة الثقة بالنفس، خصوصاً في أوساط الفرحة، والتي يكثر بها الضحك، كذلك كثرة التفكير، خاصة السلبي والذي يجلد الذات، وأيضاً المقارنات بيني وبين الناس، وبين الناس والناس، والاهتمام بنظرة الناس حتى حين لا يروني.
متوسط نومي 12 ساعة في اليوم، ولي استشارة سابقة برقم (2298569)، وتم التركيز فيها على المثالية، علماً أن المثالية ليست ما أعاني منه، وإنما هي ما زاد الطين بلة.
شكر الله سعيكم وجزاكم خيراً، ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك مجدداً في هذا الموقع.
من خلال الأعراض التي ذكرتها في سؤالك فإن احتمال وجود الاكتئاب النفسي وارد، إلا أني لم أجد هذه الأعراض السريرية قوية جداً مع الاكتئاب من اضطراب النوم وفقدان الشهية، وفقدان المتعة بما كنت تستمتع به عادة، وربما نقص الوزن، وغيره من الأعراض.
ربما أن سؤالك هذا وسؤالك السابق يشير لشيء من ضعف الثقة بالنفس، ويفيد أن نذكر أنه ليس هناك إنسان عنده ثقته بنفسه 100%، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر.
هناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، واطمئن فأنت بمجرد الكتابة إلينا فقد قمت بالخطوة الأولى، وهو أن يشعر الإنسان أو يقرّ بأنه يحتاج لرفع الثقة بالنفس.
حاول أن تتعرف إن استطعت على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، هل هي طبيعة التربية أو وجود من يكثر انتقادك، لأن هذا مما يضعف الثقة بالنفس، وأحياناً مجرد انتباهك لهذا يمكن أن يحميك من المزيد من الضعف.
تذكر بأنه لا يوجد إنسان "كامل" فكل واحد يمكن أن يرتكب أخطاء، فحاول أن تتعلم بعض الدروس من أخطائك.
تجنب الميل للكمال، وأن أمورك يجب أن تكون كلها أفضل ما يمكن، فأحياناً لابد أن نقبل بأقل مما هو الأفضل.
مما يعزز الثقة بالنفس كثيراً موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرف على نقاط القوة عندك، وافتخر بها، هل أنت جيد في عمل ما، هل تحب اللغات، هل تتحلى بالروح المرحة، هل تتقن هواية فنية من الهوايات، واشكر الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم تزيد ثقتك بنفسك "ولئن شكرتم لأزيدنكم".
حاول أن تكون إيجابياً مع نفسك، ومع الآخرين، وانظر لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، فإن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك.
ساعد الآخرين فيما يحتاجون، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وتذكر بأن النجاح يؤدي لنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا.
لعل في كل ما ذكرته لك من خطوات يكفيك لتعزيز ثقتك بنفسك، وربما الاحتمال الآخر هو ما نسميه "تناذر الاحتراق" وهو التعب العام الذي يشعر به الإنسان من كثرة المسؤوليات والأعباء، وبحيث يصل لدرجة يشعر بها بالتعب العام النفسي والجسمي، وكأن نفسه وجسمه تقولان له: إنه في حاجة لبعض الراحة والاسترخاء.
ربما يفد أن تحاول الاعتناء بنفسك من باب "إن لنفسك عليك حق" من حيث الهوايات والاهتمامات التي تساعدك على الاسترخاء والتي ترتاح لها، وربما أيضا أخذ إجازة أو فسحة من العمل للقيام ببعض هذه الأنشطة والهوايات لكي تخفف عنك ما أنت فيه.
إذا كان كل هذا لم يجعلك تشعر بالتحسّن فلا بأس من أخذ موعد مع طبيب نفسي، لكي يأخذ منك القصة كاملة، ويسألك بعض الأسئلة لفحص الحالة النفسية وللوصول للتشخيص الدقيق، ومن ثم الخطوات العلاجية المناسبة والتي سيشرحها لك.
وفقك الله، وكتب لك التعافي.