تظهر على طفلي سلوكيات غير جيدة، فكيف أتعامل معه؟
2016-05-31 02:12:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
طفلي عمره سنة وتسعة أشهر، أنا ووالده منفصلان، ابني عنيد ويفهم ما أقوله له، ولكنه يقوم بعكس ذلك، وبدأت تظهر عليه سلوكيات غير جيدة، مثلا يقوم بصفعي بطريقة مفاجئة، ثم يضحك، قد يظن ذلك من المزاح واللعب، وعندما أخبره أن ذلك خطأ، وأقول له اجلس بعيدًا عني؛ لأنك فعلت كذا وكذا؛ يبكي ويتمسك بي.
لا أحب الصراخ في وجهه، ولكني أحيانًا أفقد أعصابي، وأكلمه بصوت عال كذلك عندما يرفض أن يأكل، فهو ضعيف البنية، ولديه نقص في الكالسيوم والحديد. هو يفضل الرضاعة الطبيعية على أن يأكل ومتعلق بها جدًا، ويربط نومه بالرضاعة، أضعه في سريره، ويقوم من النوم يبكي يبحث عني ثم آخذه لينام بجانبي، كيف أغير عادة نوم ابني وتمهيده للفطام؟ وهل أفضل للطفل أن ينام بمفرده؟
وبخصوص تعلم ابني الضرب فهو لديه أبناء عم من المحتمل أنه يتعلم منهم السلوك السيء، أخاف على ابني كثيرًا من أن يصبح عدوانيًا، علمًا بأنه لا يري في البيت من يضرب، ولا من يسب، أو يشتم، بيتنا هادئ، والجميع يحبه ويدلـله، هل انفصال الأم والأب يؤثر على الطفل وشخصيته؟ هل يشعر بنقص؟ كيف أخفف على ابني وأجعله طفلا سعيدا وناجحا في المستقبل؟
وشكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة المفصلة لنا.
الأصل في طفل في هذا العمر اليافع أن يسهل علينا تربيته وحسن توجيهه بالطريقة التي نريد، من خلال حسن الفهم للمهمة المطلوبة منا بالإضافة إلى الاستيعاب والتدبر، وأريد أن أطمئنك أن هناك أملا كبيرا 100% من حسن تدبير التعامل مع طفلك، ولكن لا بد لهذا من أمرين مطلوبين.
الأول: أن نتعلم مهارات تربية الأطفال والتعامل معهم، وما هي احتياجاتهم في كل مرحلة، وكيفية تلبية هذه الاحتياجات، وسواء تم هذا التعلم من كتب تربية الأطفال، أو من خلال دورات تدريبية متخصصة للآباء والأمهات في مهارات تربية والتعامل معهم، أو ما نسميه "تدريب الوالدية".
والثاني: التحلي بالصبر والهدوء أثناء التعامل مع الأطفال، والابتعاد عن الشدة والتعنيف فهذا لا يزيد الطفل إلا عنادا وصعوبة.
وطبعا من الصعب جدا أن نشرح هنا كل شيء في مهارات تربية الأطفال فهي كثيرة جدًا، وبدلا من أن أقدم لك سمكة، كما يقول المثل الصيني، فالأفضل أن أدلك على طريق صيد السمك، بمعرفة أين تتعلمين تربية الأطفال من خلال هذه الكتب أو الدورات المتخصصة.
يبدو أن طفلكم هذا هو الطفل الأول حيث لم تخبروا بعد طبيعة مهمة تربية الأطفال، وهو ما يزال في عمر السنة وتسعة أشهر من عمره!
ومن الطبيعي في هذه العمر أن يحاول الطفل التهرب من أي طلب يُطلب منه، ليس لمشكلة سمع عنده؛ وإنما لأنه يريد أن يأخذ "حريته" فيما يفعل أو لا يفعل.
ومن المفيد أن نعرف أن السبب الأكبر للمشكلات السلوكية عند الأطفال هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، انتباه الكبار من حوله، وخاصة الوالدين، ويمكن له أن يفسر بعض السلوكيات الموجودة عن طفلك.
والتحدي الكبير هنا أن قواعد التربية وعلم النفس تقول إن السلوك الذي نعززه ونوجه انتباهنا إليه يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله وكأنه لم يحصل يخف ويختفي مع الزمن، إلا أن معظم الآباء بدلا أن يعززوا السلوك الإيجابي نجدهم يعززون السلوك السلبي كعناد الطفل؛ لأن من طبع الإنسان الالتفات إلى السلوك السلبي، والنتيجة الطبيعية هي تكرر هذا السلوك، وهذا العناد لأنه يأتي للطفل بالكثير الكثير من الانتباه، ولو حتى رافقه الضرب أحيانا، بينما يتجاهلون، وبنيّة حسنة السلوك الجيد، كأن لا يلاحظوا مثلا طفلهم وهو يتعاون معهم ولا يكون عنيدا، ولذلك يقلّ عنده هذا السلوك مع مرور الأيام مع أنه هو السلوك الذي نريد أن نراه.
وبهذا الشرح أظن أنه قد أصبح واضحا ما هو المطلوب منكم من أجل تعديل سلوك طفلكم، وهو تعزيز السلوك الحسن والمقبول، وصرف النظر كليا عن السلوك السلبي وغير المقبول.
حفظ الله طفلكم من كل سوء، ورزقكم الذرية الصالحة.