تقدم لخطبتي شخص أثنى الناس عليه لكني لم أطمئن له، فما رأيكم؟
2016-06-08 02:37:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
تقدم لخطبتي شخص، وسألنا عنه، فذكره الناس بخير، ولكني عندما رأيته لم أرتح له، واستخرت الله فلم أرتح، ورأيت هذا الشخص في المنام جالسا بين أهلي غير محترم ويقهقه، ثم استمعت لرأي أهلي وقبلت.
منذ الخطبة وأنا أشعر بأن هذا الشخص يكذب علي في أبسط الأمور، وأخبرته أني لا أرتاح لكلام الهاتف؛ فهو لا يتصل من أجل أمر ضروري، بل يتصل من أجل الكلام التافه والغرامي، فقطعت الاتصال الهاتفي، وكان يطلب أن يقوم هو بإيصالي وإرجاعي من البيت إلى العمل، ولما ألححت وسألته: لماذا تكذب علي؟ وطلبت منه أن يخبرني بالحقيقة وإلا سيكون هذا فراق بيني وبينه، ولكنه لم يهتم، فاستخرت الله ونمت، فوجدت بين ملابسي لباسا (حجابا أبيض) فرحت به.
أفيدوني أفادكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الله فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:
ذكر الناس لهذا الشخص بخير كلام فضفاض لا نعرف عن تفاصيله، والمطلوب أن يتوفر فيه الصفات المطلوبة، وأهمها: الدين والخلق كما أرشدنا لذلك نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان، فإن لم يكن صاحب دين فنصيحتي رفضه، فلا زلتم في فسحة من أمركم.
لقد أحسنت حين قطعت التواصل معه، فالرجل لا يزال أجنبيا بالنسبة لك، ولا يجوز له أن يتحدث معك بالكلام العادي، فكيف بكلام الغرام والحب؟!
لا تسمحي له أن يوصلك إلى مقر عملك؛ لأنه سيظل يتحدث معك وسيتمادى في بعض الأحيان، ولا تسمحي لأحد أن يضغط عليك بالزواج من شخص لا تتوفر فيه الصفات المطلوبة حتى لو كان والدك، فأنت من سيتزوج، ومن سيعاني إن فرض عليك الزواج فرضا، فلا بد من التأني والسؤال عن هذا الشخص أكثر، فاجتهدوا في السؤال عنه، وجمع المعلومات من عند أصحابه ومعارفه بطريقة سرية وحكيمة.
لا شك أن الكذب صفة ذميمة تتسبب في كثير من المشاكل بين الزوجين؛ لأن الكذب حبله قصير، وسرعان ما يُكتشف صاحبه وينفضح.
صلي صلاة الاستخارة وادعي بالدعاء المأثور، فإن كان في هذا الشخص خيرا فستسير أمورك بيسر وسهولة، وإن لم يكن فيه خير فسوف تتعسر الأمور، ويصرفه الله عنك، فاختيار الله للعبد خير من اختياره لنفسه، لأن الله يعلم الغيب، أما الإنسان فلا يعلم من ذلك شيئا، وتضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير، وأن يصرف عنك كل شر.
وصيتنا لك بتقوى الله، وتوثيق الصلة به، واجتهدي في تقوية إيمانك توهب لك الحياة الطيبة، كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
نسعد كثيرا بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في حياتك، وأسأل الله تعالى أن يختار لك ما فيه الخير، ويصرف عنك كل مكروه إنه سميع مجيب.