ترفضني زوجاً بسبب سواد بشرتي.
2005-01-02 19:55:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب متدين، جاد في الحياة، قضيت جل وقتي في التحصيل الأكاديمي، فأنا متفوق جداً، درست الطب بامتياز، وتخصصت فور تخرجي، الآن أعمل أخصائياً لجراحة المخ والأعصاب.
مشكلتي أنني أريد الزواج من عربية متدينة؛ لأحافظ على القيم الإسلامية والعادات العربية في أسرتي القادمة؛ فوضعت إعلانات زواج في عدة مواقع إسلامية، لكن يبدو أن لوني هو المشكلة، إذ بدا لي أن الفتيات العربيات لا يرغبن في الزواج من أسود.
سؤالي هو: أولم يساو الإسلام بين الأبيض والأسود؟ أو ليس الفتيات العربيات مسلمات، ويعلمن دينهن؟ علماً بأني أثناء تخصصي في الطب في أوروبا وجدت الأوروبيات يفضلن الزواج من أسود، أو ليس حرياً بنا أن نكون أفضل منهم؟ فنحن خير أمة أخرجت للناس.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ راشد حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به! وأن يلهمنا رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن الإسلام جعل الناس سواسية، ولا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا أسود على أبيض، والناس لآدم، وآدم خلق من تراب، وقد أحسن من قال:
الناس من جهــــــة الآبــــــــــــــــــاء أكفــــــاء أبوهــــــــــم آدم والأم حـــــــــــواء
فــــإن يـــــكن لــــهـــــم من أصــلهـــــــم شرف يــفاخـــــرون به فــالطيــــن والماء
وإنما يتفاضل الناس بتقواهم وصلاحهم، قال تعالى: ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)) [الحجرات:13]، وفي ظلال هذا الإسلام تزوج بلال ـ رضي الله عنه ـ شقيقة عبد الرحمن بن عوف، وقد ذهب سلمان وصهيب إلى بيت من بيوت العرب، وقالا: "كنا ضالين، فهدانا الله، ومملوكين، فاعتقنا الله، فإن تزوجونا، فالحمد لله، وإن تردونا، فسبحان الله" فقيل لهما: "بل تزوجان والحمد لله"
ولا شك أن هذا الظن ليس بصحيح، ونحن نلاحظ كثيراً من الناس تزوجوا ولم يرفضهم أحد لأجل لونهم، ولكن الزواج عن طريق الإعلانات في المواقع المتخلفة لا يشجع كثيراً من الأسر والفتيات على التفاعل معه، والمسارعة إليه، فالصواب هو أن يطلب الإنسان الفتاة بعد أن ينظر إليها، ويجد ما يدعوه إلى نكاحها، ويطلب من أهل الفتاة أن يعرفوه بأنفسهم، ويجتهد هو في التعرف على أخلاقهم، ويعطيهم فرصة للسؤال عن أخلاقه ودينه وقدرته على تحمل المسئولية.
ونحن ـ بلا شك ـ أفضل من أولئك الكفرة، وإذا وجد في مجتمعاتنا من يقيم الناس بألوانهم وأشكالهم فهذا عيب وخلل فيهم، ولا يجوز أن نعمم هذا الاتهام؛ لأن هذا نوع من الظلم والجور في إصدار الأحكام، والفتاة الأوربية التي أسرفت في الشهوات ترغب في رجل محافظ على القيم والأخلاق، ولن تبالي بعد ذلك بلونه أو بلده؛ لأنها تريد رجلاً يغار عليها، ويحميها، ويعفها، وهذه المواصفات عندهم نادرة، إذا لم تكن معدومة.
وأرجو أن تعرض فكرتك على معارفك من الأطباء، وسوف يعاونونك على تحقيق رغبتك؛ لأن الزواج عن طريق الإنترنت والمجلات لا يجد فيه الإنسان رغباته، وهو مع ذلك قصير العمر، وعرضة للشكوك، وسوء الظن مستقبلاً.
والله الموفق.