عانيت من ارتفاع الضغط وقت النوم والدوخة والتعب.. فما دلالة ذلك؟
2016-07-20 01:49:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة أبلغ من العمر 43 سنة، وأم لخمسة أطفال، مشكلتي بدأت في 12 أبريل الماضي، حينما استيقظت في الثانية صباحا لأتفقد أطفالي، وعندما مشيت عدة خطوات أحسست بالدوار ولكن بشكل بسيط، ثم بدأ الدوار يزداد مع الشعور بوجع الرأس، صحوت من جديد وبدأت أردد القرآن دون انقطاع مع إحساسي بالثقل في النطق، استمرت الأعراض مع العرق البارد إلى وقت الفجر، ثم انتهى الأمر بخفقان شديد، ولم أتمكن من الكلام بعد ذلك ونطقت الشهادتين، علما أن زوجي كان بجانبي، وكان يخفف عني ويهدئ من روعي، بعدها استسلمت للنوم، واستمر التعب والإرهاق ملازما لي لمدة ثلاثة أيام.
ذهبت إلى الطبيب وبعد الفحص كان الضغط مرتفعا 16/9، وهي المرة الأولى التي يرتفع فيها بهذه الصورة، أخبرني الطبيب أن الضغط عندما يزور الإنسان يكون ذلك ليصاحبه طوال حياته، أصبت بصدمة شديدة، خاصة وأنه أخبرني بأن هناك عقد درقية، اتبعت نظاما غذائيا حتى ينتظم الضغط، ولكنه بعد أن ينخفض يعاود للارتفاع من جديد، ويزداد الارتفاع وقت العصر، وأعاني أيضا من زيادة الوزن، وأقاربي من الدرجة الأولى يعانون من ارتفاع ضغط الدم، كنت أتناول حبوبا لمنع الحمل منذ ثلاث سنوات، ولدي دوالي الساقين، وعانيت منذ فترة من التوتر الشديد.
السؤال الذي يؤرقني: ما هو تفسير ما حدث معي تلك الليلة؟ كيف يرتفع الضغط بتلك الصورة وقت النوم؟ علما أنني صحوت من النوم حتى أتفقد أولادي وليس بسبب شعوري بالوجع، بدأت الأعراض سريعة، مع العلم بأن يومي في تلك الليلة يعتبر هادئا وطبيعيا، فقد تناولت وجبة العشاء وكان الطعام مالحا بعض الشيء، ولكنني لم أكترث لذلك، فلم أعلم بأضراره ذلك الوقت.
أخيرا: كنت أحضر لنيل شهادة الدكتوراه، وكنت متحمسة وذلك لأنني عدت إلى الدراسة بعد طول غياب بسبب الأولاد، لكنني الأن أفكر بالتوقف عن هذا المشروع بشكل نهائي؛ لأنه سيضيف لي أعباء إضافية، وضغوطا لا تتماشى مع حالتي الصحية، علما أنني أجريت تحليلا شاملا للدم، والنتائج سليمة -بفضل الله-.
أرجو منكم النصيحة، علما أنني الأن أتناول دواء بوناكور، جرعة 5 ميلجرام، ضغطي مستقر في الحدود الطبيعية، وبارك الله فيكم وفي أعمالكم وأعماركم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أيت بعزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا تفحصتُ رسالتك بكل دقة، وأعتقد أن الذي حدث لك بالرغم من أنها أعراض عضوية، من الشعور بوجع الرأس والثقل في النطق، نعتقد أن منشأ تلك الأعراض نفسي، أُصبت بنوبة هرع أو هلع، وهذا قد يحدث في أثناء النوم، وتسارع ضربات القلب هو دليل قاطع على هذه النوبة، نوبات الهرع هو نوع من القلق الحاد، أحيانًا يكون على مستوى العقل الباطني وإفراز مادة الأدرينالين بكثرة، وهو الذي يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، وربما يكون هو السبب أيضًا في ارتفاع ضغط الدم الذي حدث لك.
فالتفسير إذًا واضح جدًّا، وأنت قمت والحمد لله بإجراء الفحص الطبي الكامل، واتضح أن الأمور سليمة، يعني ليس هنالك جلطة مثلاً -الحمد لله تعالى-، وأمورك كلها طيبة، وعلاج ارتفاع ضغط الدم هو أمر بسيط، الـ (كنكور) خمسة مليجرام جيد لأن يجعل الضغط في مستواه الطبيعي، كما أن الكنكور يساعدك أيضًا في التحكم في تسارع ضربات القلب، إذًا هو ذو فائدة ممتازة وعظيمة جدًّا.
أنا أرى أن افتقادك للدافعية حول الدراسة وهبوط حماسك لهذا الأمر مرتبط ارتباطًا مباشرًا لحالتك المزاجية، فالقلق الذي ربما نتج عنه عُسْرٍ في المزاج بسيط، خاصة أن هذا الشيء يكثر عند النساء في مثل عمرك، لا أقول أنك مكتئبة، لا، هو مجرد عُسر مزاجي مع نوع من القلق، وقطعًا نوبة الهرع كان لها أثرها النفسي عليك، وربما هذا قد أدى إلى نوع من الوسوسة.
أيتها الفاضلة الكريمة: يا حبذا لو ذهبت إلى الطبيب النفسي، أنت لست مريضة نفسية، لكن محتاجة لبعض الإرشاد ولبعض التوجيه، وأنا أرى أن أحد مضادات القلق الذي سوف تُحسِّنُ مزاجك سيكون دواءً مفيدًا لك جدًّا، مثل عقار (ديروكسات)، أو عقار (لسترال)، أو عقار (لسبرالكس)، كلها أدوية بسيطة وسليمة، وهي معروفة لدى الأطباء.
فإذًا اذهبي وقابلي الطبيب، والأمر الآخر: لا تترددي بين الأطباء، اذهبي إلى طبيب الأسرة مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر، وذلك من أجل الفحص الدوري فيما يتعلق بصحتك العامة، ومستوى ضغط الدم، ومستوى الكولسترول، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ومستوى الدهنيات في الدم، ومستوى الفيتامينات، ووظائف الغدة الدرقية، هذه كلها مهمة وفحوصات روتينية، وهي الآن سهلة المنال وليست مُكلِّفة.
الأمر الآخر أختي الكريمة: أريدك أن تكوني إنسانة فعّالة، وأنت الحمد لله فعّالة، رزقك الله تعالى الذُّرية، هنالك مسؤوليات تربوية، مسؤوليات منزلية، مسؤوليات زوجية، مسؤولياتٍ اجتماعية، مسؤوليات دينية، فكوني على مستوى هذه المسؤوليات، واستمتعي بحياتك على هذا الأساس، نظِّمي وقتك، كوني إيجابية التفكير، ولا تهزمي نفسك بالفكر السلبي.
ليس هنالك ما يمنعك من الشروع في مشروع الدكتوراه، على العكس تمامًا، هذا سوف يكون إنجازًا عظيمًا جدًّا بالنسبة لك، وأنا متأكد بعد تناول الدواء سوف يحدث لك التحسُّن المزاجي الذي يؤدي إلى الدفع الإيجابي الذي يعني أن دافعيتك وحماستك وتوجُّهك الفكري الإيجابي سوف يزداد، وهذا قطعًا سوف ينتج عنه -إن شاء الله تعالى- حياة طيبة وإيجابية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.