أريد العلاج الطبي والشرعي لآلام الدورة التي أعاني منها، أفيدوني
2016-07-19 02:59:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 16 عاما، تأتيني الدورة مصاحبة بألم شديد يعوقني عن القيام بـأي شيء إلا الاستلقاء على السرير، ومحاولة عمل تمرينات تخفف الألم مؤقتًا، فأحيانًا يمنعني الألم من الذهاب إلى المدرسة أو الدروس الخصوصية، بل ويمنعني من التحدث حتى أني لا أستطيع أن أذكر الله في هذا اليوم فما علاج ذلك من الناحية الشرعية والطبية؟
ولا أعلم لماذا عندما أقرأ على موضع الألم ما ورد في نصوص الكتاب والسنة لا يؤثر في الألم بشيء أيمكن أني لم أطبقها بشكل صحيح ؟
والسؤال الأخير -بارك الرحمن فيكم- أتؤثر النحافة على ألم الحيض بحيث تأتي مصحوبة بآلام شديدة؟
جزاكم الله خيرًا، ولا حرمكم الأجر والمثوبة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سوزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك كلماتك الطيبة ودعاءك الجميل ولك مثله إن شاء الله تعالى.
بالنسبة للآلام التي تحدث مع الحيض وهي ما نسميها بعسرة الطمث فإنها عرض طبيعي ويحدث عند كثير من النساء متزوجات أو غير متزوجات، وفي العادة لا تشعر الفتيات بمثل هذه الآلام في السنوات الأولى التي تلي البلوغ، والسبب هو أن المبيض لا يكون قد أكتمل نضجه من الناحية الوظيفية بعد بشكل تام، ولكن بعد فترة من البلوغ (أشهر إلى سنوات) يكتمل نضج المبيض وظيفيا فيصبح قادرا على تطوير البويضات بشكل منتظم, وقادرًا على إفراز الهرمونات بكمية متوازنة وكافية لبناء بطانة الرحم بشكل جيد, وهنا تقوم هذه البطانة بإفراز مواد كيميائية تسمى (البروستاغلاندين), وهذه المواد الكيميائية هي السبب في حدوث التشنجات والآلام عند نزول الحيض وقبله أحيانا.
إذن أطمئنك -يا ابنتي- بأن حدوث الألم قبل الحيض أو خلاله هو أمر طبيعي ومتوقع في مثل حالتك, ولكن يفترض في هذا الألم أن يكون ألما محتملا ويخف عند تناول المسكنات, ويمكنك تناول حبوب تسمى (بروفين) من عيار 200-400 ملغ عند حدوث الألم, ويمكنك تكرار ذلك كل 8 ساعات فإذا خف الألم أو اختفى فهذا هو المطلوب, ولا داع لعمل أي شيء آخر، وستخف هذه الآلام مع الوقت وخاصة بعد الزواج والإنجاب -بإذن الله تعالى-.
كما سيفيدك جدا تخفيف المتناول من القهوة والشاي والمشروبات الغازية وكذلك الملح خاصة قبل موعد الدورة بأسبوع، مع الحرص على نظام غذائي صحي متوازن ومنوع، وممارسة نوع من الرياضة التي تحبينها ولا تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف، ولا تقاليد مجتمعنا المحافظ, وذلك لمدة ساعة يوميا.
إذا لم تخف الآلام رغم تناول المسكنات, أو إذا ترافقت مع أعراض أخرى كالقيء أو النزف أو غير ذلك فهنا يجب عمل تصوير تلفزيوني، وعمل بعض التحاليل الأساسية لنفي وجود كيس أو تكيسات أو غير ذلك.
إن النحافة ليست هي السبب في حدوث الآلام خلال الدورة لكن العكس قد يكون صحيحا, أي أن آلام الدورة قد تسبب النحافة, ذلك أن الألم الشديد أو المزمن من أي مصدر كان سيؤثر على شهية الأنسان وقد يجعله يخسر وزنا من دون أن يقصد ذلك, لذلك انتبهي لتغذيتك خاصة وأن جسمك ما زال في مرحلة النمو.
أسأل الله -عز وجل- أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائما.
--------------------------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة د/ رغدة عكاشة استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
وتليها إجابة د/ مراد القدسي مستشار العلاقات الأسرية والتربوية.
--------------------------------------------------------------------------------------------
نشكركم على تواصلكم معنا في موقع الاستشارات إسلام ويب، ونتمنى لك الصحة والعافية.
الذي يمكن أن ننصح به يكمن في الآتي:
- يمكن أن تعرضي نفسك على طبيبة متخصصة للنظر في هذه الحالة، نسأل الله لك الشفاء.
- لابأس أن تقرئي الرقية الشرعية على موضع الألم، فعن عائشة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه بيده، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه، طفقت إنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه" رواه البخاري برقم ٤٤٣٩.
كذلك قراءة الفاتحة لها تأثير في شفاء كل داء سواء كان حسيا أم معنويا. قال ابن القيم رحمه الله "كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني، وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط، جربت ذلك مراراً عديدة، وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء" مدارج السالكين (1/ 58).
- كذلك اقرئي على نفسك آيات الشفاء الواردة في القرآن الكريم؛ ويمكن أن تقرئي كل ما سبق على عسل طبيعي ثم تأكلين منه.
- أما كونك لا تجدين تأثيرا في الشفاء بالرقية الشرعية فعليك أن تقرئي بحضور قلب وخشوع، وتفوضي الأمر لله تعالى وتعتقدي أن الشفاء بيد الله وحده.
- أكثري من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، وتصدقي على المحتاجين وأبشري بخير بإذن الله تعالى.
وفقك الله ونسأل الله أن يعافيك من هذا الداء.