لا أشعر بالسعادة مع العلم أنني أسعى للتقرب إلى الله فما هو السبب؟
2016-08-29 00:50:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصبحت لا أشعر بالسعادة، وأفكر دائما بأنني مقصرة في ديني، على الرغم من أنني أحاول جاهدة أن أحافظ على الصلاة في وقتها، كما أنني أحاسب نفسي على أبسط الأشياء قبل أي عمل، وأسأل نفسي هل ما سوف أقوم به حلال أم حرام؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التفكير بأنك مقصرة في دينك هو نوع من اتهام النفس حتى تشحذ فيها الهمة للطاعة والاجتهاد في العبادة، وهذا أمر حسن ما لم يصل إلى حد القنوط من الاستقامة، فالشيطان يدخل على الصالحين من باب العجب بالعمل الصالح، وعلى المذنبين من باب اليأس والقنوط من رحمة الله، فشعورك بالتقصير -إن شاء الله- علامة لحياة القلب، فاتبعي الشعور بالعمل الصالح الذي به يحصل لك الرضى والسعادة.
واعلمي أن النفس لها إدبار ولها إقبال، فعليك أن تجتهدي عند إقبال نفسك على الطاعة، وخاصة في النوافل والمستحبات، حتى تشعري بالسعادة من آثار هذه الطاعات.
وما تشعرين به أحيانا من عدم السعادة ربما يكون في حالة إدبار النفس وكسلها، هذا إن كنت سليمة من أي أعرض مرضية وحسية أو معنوية، فربما يكون عندك ضعف في الإخلاص أثناء أداء العمل الصالح.
فإن سؤالك عن حلال الشيء وحرمته قبل فعله لا يكفي، بل يجب أن تحرصي أن بكون فعله وتركه من أجل الله سبحانه، لا رياء ولا سمعة، فهذا هو الإخلاص الذي يقبل به العمل، فإن كنت مخلصة في كل أعمالك فتأكدي ربما يكون لديك أعراض المس أو السحر أو العين الخبيثة والتي جعلتك تشعرين بعدم السعادة، أنصحك بالتأكد من هذه الأمور وعلاج أسبابها.
وأنصحك بالرقية الشرعية، والدعاء بصلاح الحال، والإكثار من الذكر وقراءة القرآن بتدبر، قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، ولا تستعجلي النتيجة، بل اصبري واستمري في ذلك، فإن له آثار طيبة على النفس البشرية ولكن ربما ببطيء.
وأنصحك بقراءة كتب المواعظ والرقائق، وسماع المحاضرات الموعظة، والتي ترقق النفس وتشجع على الأعمال الصالحة، والبحث عن مجموعة من الأخوات الصالحات والتعاون معهن على الأعمال الصالحة الجماعية، مثل: الصوم، النافلة، وطلب العلم، والصلاة ونحوها، فهذا مما يشجع النفس على العمل الصالح أكثر.
وعليك بالصدقة ولو بالقليل والمسح على رأس اليتيم والمسكين، فإنها من أسباب انشراح الصدر، كما أنصحك بقراءة الكتيبات والكتب التي تبين أسباب انشراح الصدر، والعمل بما فيها، ومن أهمها ما ذكره ابن القيم الجوزية في كتابة زاد المعاد في هدي خير العباد
وفقك الله لما يحب ويرضى.