أعاني من وسواس النظافة بسبب مرض أصبت به في الماضي
2016-10-01 22:38:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي بدأت منذ أربع سنوات، عندما أصبت بالطفح الجلدي، والذي تم تشخيصه بأنه جرب، عالجت نفسي سريعا، وشفيت -بفضل الله-.
مشكلتي هي خوفي الشديد والمفرط من معاودة الإصابة بالجرب مرة أخرى، واضطراري لعزل الملابس وغسلها بالماء الساخن، وأخذ العلاج الجماعي، وتلك الأمور تسبب لي الإحراج، ففي تلك الفترة كنت أتجنب الناس، وأخذت إجازات متكررة من عملي، وكنت أتجنب قياس الملابس والأحذية الجديدة قبل الغسل.
تطور الأمر وأصبت بوسواس النظافة، أصبحت أغسل كل شيء: النقود، والموبايل، والحقائب وغيره، رغم اقتناعي التام بأن ما أقوم به غير مجدٍ؛ وذلك لأن حشرة الجرب لا تموت من الصابون، وتراودني نوبات الهلع وضيق الصدر عند رؤية أي شخص يقوم بالهرش، أو مشاهدة شخص مصاب بالطفح الجلدي.
ذهبت إلى طبيبة نفسية، ووصفت عقار ديبريبان، أتناوله مرة واحدة، انتظمت بفترة العلاج وأكملت مدة شهرين ونصف دون تحسن، زادت الجرعة مرتين ودون تحسن لمدة شهر، ثم توقفت عن العلاج، وأصبت بالإحباط الشديد، مع البكاء المستمر، وصار الوسواس يخنقني ويدمر حياتي، ويفسد علاقتي بأسرتي.
أرجو سرعة الرد، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية.
أنتِ تعانين من قلق المخاوف الوسواسي، وقلقك وخوفك ووساوسك مسبَّبة، وتخوفك من الوصمة الاجتماعية حول مرض الجرب، وهي السبب في كل ما تعانين منه الآن، يجب أن تقفي مع نفسك وقفة قوية، وتقنعي ذاتك بأن هذه الأفكار وهذه الأفعال كلها سخيفة جدًّا، الجرب مثله مثل الأمراض الأخرى، والأمر الحمد لله قد انتهى وقد شُفيتِ منه شفاءً تامًّا، وليس هنالك ما يدعوك للتحدُّث حول هذه الحالة مع الآخرين في الأصل، وبالنسبة لقناعاتك الداخلية يجب أن تكون أيضًا أنه لا داعي للخوف ولا داعي للوسوسة.
أرجو ألا تُكافئي الوسواس من خلال الأفعال التي تقومين بها، من عزل الملابس والغسيل المتكرر، هذه تُمثِّل دعائم أساسية للوسواس، توقفي عنها الآن، وسوف يُساورك شيء من القلق والانجراف نحو الإصرار على الإكثار من الغسيل، هنا عليك بالمقاومة، عليك بالصلابة، بالقوة، بتحقير فكرة الوسوسة هذه، وهذه طُرق علاجية معروفة ومضمونة -إن شاء الله تعالى-.
العلاج الدوائي الأفضل والأحسن هو عقار (سيرترالين)، والذي يُسمى في مصر تجاريًا (مودابكس)، ويسمى أيضًا (لسترال)، ومن مسمياته التجارية المشهورة والمعروفة (زولفت)، الجرعة المطلوبة في مثل حالتك هذه هي خمسة وعشرين مليجرامًا (نصف حبة) يوميًا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة -أي خمسين مليجرامًا- ليلاً لمدة شهرٍ، ثم اجعليها حبتين ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك اجعليها نصف حبة لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، و-إن شاء الله تعالى- سوف تجدين فائدة عظيمة وكبيرة من هذا الدواء، والذي يُعرف عنه أنه سليم جدًّا.
من آثاره الجانبية البسيطة أنه قد يفتح الشهية نحو الطعام في بعض الحالات، فأرجو أن تتخذي التحوطات التي تجعلك لا تكسبين زيادة في الوزن، إذا كان لديك تخوف من هذا الأمر.
التدعيم السلوكي للدواء مهم جدًّا حتى يستمر التعافي والشفاء -بإذن الله تعالى- بعد التوقف من تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.