أعاني من وساوس تنتابني عن الموت والمرض
2016-10-05 02:38:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أود قبل كل شيء أن أشكركم على الموقع التفاعلي.
أنا شابة، أبلغ من العمر 21 سنة، أتابع دراستي في الجامعة، قصتي بدأت منذ 7 أشهر تقريبا، فقد أحسست بكتلة في بطني، فذهبت للفحص، وأجريت الإيكو، وكانت النتيجة سليمة بفضل الله، وظننت بأنها الزائدة، ولم تفارقني الوساوس، فذهبت إلى طبيب آخر، وطلب مني عمل سكانر للتأكد، وكانت النتيجة أيضا سليمة، بعدها بدأت أشعر بألم في قلبي وذراعي، وتنتابني حالة بكاء، فذهبت إلى الطبيب، وأجريت تخطيطا للقلب وإيكو، وكانت النتيجة سليمة أيضا.
في رمضان أصابتني دوخة قوية، فذهبت إلى الطبيب، وطمأنني بأنها دوخة عادية، ولكن وسواس المرض لا يفارقني، لدرجة أنه تنتابني نوبة هلع وفزع، فقررت الذهاب إلى طبيب نفسي، أعطاني دروكسات 20 مغ، فشعرت بأن نوبة الهلع خفت قليلا، ولكن وسواس الموت لا يفارقني، أحس بآلام في جسدي، وتنتابني رجفة في أعلى منتصف الصدر، وفي بعض الأحيان حتى لو لم أكن أفكر في الوسواس، كما أحس بوخز في الصدر في الجهتين، والذراع والأكتاف، وأصبحت عصبية.
هل أعاني من حالة نفسية؟ وهل تنصحونني بالذهاب إلى طبيب القلب؟ كما أني رقيت نفسي الرقية الشرعية.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قلق المخاوف الوسواسي من النوع الذي تعانين منه تنتج منه أعراض جسدية كثيرة، وحين يُصاب الإنسان بالأعراض الجسدية يزداد عنده الوسواس والقلق، وهذه الزيادة في الوساوس والقلق تؤدي إلى زيادة أخرى في الأعراض الجسدية، يعني: يدخل الإنسان في هذه الدائرة أو الحلقة المفرغة ما بين أعراضٍ نفسية وأعراض جسدية، لذا تُسمَّى هذه الحالات بالحالات النفسوجسدية، أعراض عضوية في ظاهرها لكنَّها ليست ناتجة من مرضٍ عضوي حقيقي.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك هي حالة نفسية، ولا أريدك أن تعتبريها أي نوع من المرض، إنما هي ظاهرة، نعم هي مزعجة بالنسبة لك، وأهم علاج: ألا تترددي بين الأطباء، نحن لا نريدك أن تهملي صحتك أو عدم الاهتمام بها، لكن هذا التكرار وهذا التنقُّل بين الأطباء والذهاب هنا وهناك يُعقّد هذه الأعراض ويزيد من الوسوسة حولها.
لا تذهبي إلى طبيب القلب لأنك لا تُعانين من مرض القلب، ألم الصدر الذي تعانين منه ناتج من الانقباضات العضلية التي تحدث في القفص الصدري، وهي نتاج للتوتر والقلق والمخاوف التي تعانين منها خاصة فيما يتعلق بسلامة قلبك.
أنصحك بأن تتجاهلي الأعراض، ألا تترددي على الأطباء، وأن تعيشي حياة صحية، الحياة الصحية تتطلب منك ممارسة الرياضة، أنتِ في حاجة لأي نوعٍ من الرياضة التي تُناسب الفتاة المسلمة.
تنظيم الوقت مهم جدًّا، وسيفيدك كثيرًا التدرُّب على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين تؤدي إلى استرخاء النفس واسترخاء الجسد، وأول ما يسترخي من الجسد هو عضلات القفص الصدر، وكذلك عضلات القولون، وهذا كله سوف يعود عليك إن شاء الله بخير كثير.
بقي أن تُوجدي في حياتك أنشطة أخرى لتصرفي انتباهك من الأعراض، يعني تشغلي نفسك بما هو مفيد، أنتِ طالبة، ويجب أن تُكثِّفي من مجهودك الدراسي، ارفعي همّتك، اطلبي المعالي والعوالي، اجتهدي، ويجب أن تكون لك أيضًا مشاركات في داخل الأسرة وفي داخل البيت، بر الوالدين أمرٌ عظيم، أن يكون لك ورد يومي من القرآن، قطعًا سوف ينقلك إلى حالة مزاجية إيجابية، الصلاة في وقتها، الدعاء، الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، هذه كلها محفزات إيجابية نفسية تساعدك للخروج عمَّا أنت فيه.
بالنسبة للعلاج الدوائي: الزيروكسات دواء طيب وجميل، ولا أعتقد أنك في حاجة إلى أن تستمري عليه لوقتٍ طويل. اتبعي إرشادات طبيبك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.