تأثرت دراستي بسبب أدوية الاكتئاب، فما البديل المناسب؟
2016-11-24 02:14:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 19 سنة، أصبت بالاكتئاب بسبب فقدان الحبيب، لأنني كنت في تلك الفترة أعاني من الفراغ بشكل كبير، فتأثرت من الأمر كثيرا، وفقدت الرغبة في كل شيء، ووصل الأمر إلى رغبتي في الانتحار.
ذهبت إلى الطبيب وشخص حالتي بأنها اكتئاب ناتج بسبب الفقدان، وكتب باروكستين 20mg، تناولته لمدة شهرين، تحسنت قليلا، وعاودت أنشطتي القديمة، وسلمت إلى الواقع، واقتنعت بأن كل شيء قسمة ونصيب، في الوقت الحالي لا أشعر بالحزن، ولكن الأعراض الجانبية السابقة لا تطاق، مثل: الرعشة، والتعب من أقل مجهود، وعدم التركيز، والتوهان، والتوتر، وصعوبة التفكير، حتى الأمور البسيطة كنت أعجز عن تأديتها، وتأثرت بذلك دراستي.
بعد فترة عدت لمراجعة الطبيب، وسأل عن حالتي، فأخبرته بأنني أشعر بتحسن المزاج، لكن الأعراض الجانبية صعبة، فأكد الطبيب بأنني تحسنت، وطلب إيقاف العلاج بشكل تدريجي، أتناول 10mg، لمدة أسبوع، 10mg يوما بعد يوم لمدة أسبوع، لكنني لاحظت عودة هجمات الاكتئاب كالسابق، فبحثت في الإنترنت، وفهمت بأنني يجب أن أستمر على علاج الاكتئاب لمدة ستة أشهر، فهل هناك علاج غير الباروكستين تكون أعراضه الجانبية أقل؟ علاج يمكنني التعامل معه ولا يؤثر على دراستي، وكم المدة اللازمة لتناول الدواء؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الاكتئاب نتيجة فَقْدُ شخص عزيزٍ له أعراض تبدو مثل الاكتئاب العادي، ولكن عادةً نُفضِّل أن يكون علاجه بالعلاج النفسي، نعم قد تستعمل أدوية الاكتئاب ولكن الأدوية مع هذا الوضع أو لهذا النوع من الاكتئاب تكون مُساعِدة، الأصل في علاج اكتئاب نتيجة فقد عزيز على الإنسان هو العلاج النفسي، لأن هذا الاكتئاب نتيجة سبب واضح ومُحدد، والجلسات النفسية عادةً تكون في المضمار، إذْ الجلسات النفسية تُساعدك على التخلُّص من الحزن نتيجة هذا الفقد الذي لم تستطع أن تتأقلم معه، وتحول إلى أعراض اكتئاب.
لا بأس من إعطاء أدوية للاكتئاب كما ذكرتُ، ولكن فليكن ذلك متزامنًا مع علاج نفسي، الأصلُ في علاج اكتئاب فَقْدُ عزيزٍ هو العلاج النفسي، وأدوية الاكتئاب تكونُ مُساعِدة، وهذا قد يفسِّر ظهور أعراض الاكتئاب عند التوقف من الدواء تدريجيًا، لأن تناول الدواء في حالة نوبة الاكتئاب الرئيسية عندما يتوقف الإنسان لا تظهر الأعراض في اليوم التالي، الأعراض تظهر عادةً بعد مرور أسبوعين على الأقل من توقف الدواء، وهذا فارق بين الاكتئاب الرئيسي والاكتئاب العرضي، وتحدث أعراض ناتجة عن الانسحاب، لأن الأعراض الناتجة عن الانسحاب للدواء تظهر مباشرة بعد التوقف من الدواء، ولكن عودة أعراض المرض لا تأتي مباشرة، إنما تأتي بعد أسبوعين.
إذًا قد يكون هذا جزء من أعراض انسحاب الدواء، أحيانًا بعض الناس يحتاجون إلى انسحاب متدرِّج من الدواء بصورة أقل من غيرهم.
الشيء الآخر -يا أخي الكريم-: موضوع الستة أشهر أمر تقديري، ولكن أيضًا يكون هذا في حالة نوبة الاكتئاب الرئيسية وليس اكتئابًا نتيجة فَقْدُ عزيز أو اكتئاب عرضي، اكتئاب نتيجة فَقْدُ عزيزٍ كما ذكرتُ، علاجه الأساسي علاج نفسي وجلسات نفسية، وهنا تكون الأدوية مُساعدة، لذلك يمكن التوقف عنها قبل فترة الستة أشهر حسب نتيجة الاستجابة لها.
هناك طبعًا أدوية كثيرة للمساعدة في حالتك، ولكن كما ذكرتُ إذا بدأتَ علاجًا نفسيًا سيكون أفضل، علاج نفسي مع معالج نفسي اجتماعيٍّ أفضل، وبعدها يمكن تناول أدوية أخرى، وأنا أنصح لك بدواء الـ (سبرالكس) لأنه ليس له آثار انسحابية كثيرة في حالة التوقف عن تناوله، له أعراض انسحابية ولكن بدرجة أقل من الزيروكسات.
سبرالكس عشرة مليجرام، أيضًا تبدأ بنصف حبة بعد الأكل يوميًا بعد الغداء لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وسوف يبدأ مفعوله بعد ستة أسابيع، وأفضِّلُ كما ذكرتُ أن تجمع بينه وبين علاج نفسي، وبعد ذلك توقف عن تناوله بعد ستة أشهر، ويمكن التوقف أيضًا بالتدرُّج، رُبع حبة كل أسبوع، أي يتم التوقف منه نهائيًا في خلال شهرٍ.
أُكرر: يجب أن يكون مع تناول الدواء علاج نفسي، لأني أعتقد أن العلاج النفسي هو المهم والضروري في مثل حالتك، والأدوية ما هي إلا مساعِدة فقط.
وفقك الله وسدد خطاك.