تعبت من آلام الظهر والصدر والقلق والوساوس، ما الحل؟
2016-12-13 03:08:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
الدكتور الفاضل محمد عبد العليم المحترم، جزاك الله كل خير أنت والقائمين على هذه الشبكة، لما تقدمونه من نفع لهذه الأمة.
تعبت من آلام الظهر والصدر، والقلق والوساوس، ما الحل، دولكستين أم زولفت؟
أنا شاب بعمر 29 سنة، متزوج، والحمد لله، كنت مدخناً في السابق منذ سنة، وكانت تأتيني آلام متفرقة، ونخزات في صدري، كنت أظن أن كل المدخنين كذلك، وعندما سألت أصدقائي تبين أني وحدي الذي أعاني من هذه النخزات، وبعدها تعرضت لنوبة هلع مرة واحدة في حياتي- والحمد لله– وكان ذلك منذ 10 شهور.
بعدها تعرضت لصدمة نفسية كبيرة، وأصبحت أفضل العزلة عن الناس، وأستيقظ مبكراً دون سبب، ودائم التفكير بالأمراض، وبفضل الله تعالى، تمكنت من التغلب على هذه الحالة بالدين والصلاة والدعاء.
قمت بزيارة العديد من أطباء الباطنية والصدر، ولم يتبين شيء، بعد ذلك بدأت الآلام تنتشر في ظهري بين الكتفين إلى منطقة لوح الكتف وتنتشر إلى الكتف الأيسر واليد اليسرى، وأحيانا إذا اختفت من اليسار تأتي باليمين وبالصدر، أيضا وشد باليد اليسرى.
تزيد الآلام عند شد القامة لأعلى، وهذا الآلام مزعجة جدا مثل الحرق أو القرص أو الالتواء صعب التشبيه ذهبت إلى العديد من أطباء العظام والروماتزيم، والقلب، وقالوا: إنه مجرد شد عضل تناولت celebrex والعديد من المرخيات دون فائدة تذكر، وبعدها صرت أخاف أن يكون الألم من القلب، ذهبت لطبيب الأعصاب، وصف لي لاريكا وديانكسيت تحسن الألم عليهما، وطلب مني الطبيب أن أوقف اللاريكا بعد شهر، وقال لي اِبقَ على دينكسيت، ولكن الألم يأتي بشكل شبه يومي، وأنا أستيقظ مبكرا جدا حتى لو نمت متأخر.
صرت دائم التفكير بأمراض القلب، ودائما أعاني من تسارع بالقلب، ونغزات بالصدر وأشعر أحيانا بأن قلبي توقف فجأة وهبوط بالصدر لثانية أخاف كثيرا من هذه الحالة، وأخاف من النوبات مع أن وظائف الغدة سليمة، والحمد لله، وكذلك فحص الدم والإيكو.
قرأت عند دواء دولكستين وقررت البدء فيه، ولا يوجد في بلدي دولكستين 30 يوجد سولكس 60 اشتريته، وبدأت به منذ 4 أيام، وأنا متعب منه جدا أصابني قلق أكثر من أول، وكذلك غثيان شديد وأصبحت أستيقظ من النوم أكثر من أول وأنا أخذ كل يوم حبة دولكستين 60 ويوم بعد يوم دينكسيت.
أنا أعاني من قلق والآلام ظهر وكتف، وهذا يتطلب دولكستين، وأنا أيضا أعاني من رهاب اجتماعي، وهذا يتطلب زولفت، وأنا نفسيا أظن أني سوف أرتاح للزولفت لذلك.
هل يفيد لو أني بدلت دولكستين بالزولفت، لأني أرغب بشدة بأخذ الزولفت فإني مرتاح ناحيته، وأتخيل أنه أفضل وآمن؛ حيث أنه يعمل على ناقل واحد، ودولكستين، ما طريقة الانتقال إلى زولفت؟
علما أني أخذ دولكستين من أسبوع فقط؟ وهل سأعاني عند ترك الدواء؟ وهل هناك مشلكة من أخذ مضادات الالتهاب NSAID مع زولفت أو دولكستين عند اللزوم، حيث أني قرأت أنه ممنوع أخذها مع مضادات الاكتئاب؟
أرجو الرد بأسرع وقت، حيث أني تائه بين الأدوية.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
أخي: أعتقد أنه من المفترض أن تُركّز على نمط حياتك، هذا مهم جدًّا، هذه الآلام الجسدية المتعددة وما ارتبط بها من قلق وتوترات نفسية داخلية تحتاج لتغييرٍ كامل في نمط الحياة، وأول ما تُدخله على حياتك هو ممارسة الرياضة بانتظام، الرياضة فوائدها عظيمة، أفضل لك من أدوية كثيرة، والفعالية الرياضية تتحقق من ممارسة الرياضة على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع لمدة ساعة مثلاً من المشي أو الجري أو أي شيء من هذا القبيل.
أخي الكريم: أعطي أسبقية للرياضة في حياتك، ومهما أتاك من آلام جسدية وكذلك نفسية سوف تتلاشى. إذًا هذه الخطوة الأولى التي يجب أن نتفق عليها.
الخطوة الثانية: يجب أن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، الآلام الجسدية تقل كثيرًا من خلال الراحة الكاملة، وأعني بالراحة الراحة الليلية، النوم الليلي المبكر وليس من الضروري أبدًا أن تنام نومًا نهاريًا.
النقطة الثالثة – أخي – هي: أن يكون لك تواصل اجتماعي بنَّاء، إيجابي، مهما كنت تعاني من رهاب اجتماعي وخلافه، التواصل الاجتماعي يجب أن يكون أحد أهدافك الرئيسية لتُعالج نفسك تمامًا من هذه الأعراض النفسوجسدية التي تعاني منها، التنظيم الغذائي مهم.
أخي الكريم – تطوير الذات، تطوير المهارات، الحرص على الصلوات في وقتها مع الجماعة... هذا – يا أخي – كله ضروري لكي ننطلق انطلاقات إيجابية في حياتنا، أنت لديك أشياء جميلة في حياتك أنا متأكد من ذلك: الزوجة، وتوقفت عن التدخين – وغير ذلك من الإنجازات – هذه كلها إنجازات وأنا متأكد أشياء كثيرة أخرى في حياتك إيجابية، فركّز على ما هو إيجابي، وقلِّص ما هو سلبي، وتسير الحياة إن شاء الله معك على خير.
بالنسبة للأدوية: الدولكستين بالفعل دواء رائع وجيد جدًّا، وبالفعل في الأيام الأولى من تناوله قد يُسبب شيئًا من الغثيان لبعض الناس، لكن أنا أقول دائمًا: تناولوه في المساء وبعد الأكل، هذا ينهي هذه الظاهرة، وهناك من يبدؤون بستين مليجرامًا يوميًا.
أخي الكريم: إنْ شئت أن تُعطيه فرصة كاملة فاصبر عليه، لأنه دواء بالفعل رائع، وبعد مدة يمكنك أن ترفع الجرعة حتى مائة وعشرين مليجرامًا، لتتحصَّل على الفائدة والفعل الكامل. والدولكستين يعالج الرهاب الاجتماعي أيضًا، له هذه الخاصِّية.
أخي الكريم: هذا اختيار، أما إذا كان اختيارك هو الزولفت فلا توجد أي مشكلة، الزولفت أيضًا دواء جيد، ويتميز بأنه فعّال لعلاج الرهاب الاجتماعي على وجه الخصوص، يمكنك أن تتوقف مباشرة من الدولكستين وتتناول في نفس اليوم حبة واحدة من الزولفت، وتستمر عليها لمدة شهرٍ، ثم ترفع الجرعة إلى حبتين – أي مائة مليجرام – يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة ليلاً، وأعتقد أن هذه هي الجرعة الفعّالة في حالتك، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر كاملة، ثم بعد ذلك تنتقل إلى الجرعة الوقائية، وهي حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر إلى عامٍ.
أخي الكريم: إذا تناولت الزولفت هنالك دواء داعم له يُعرف باسم (سلبرايد) ربما يكونُ أفضل من الديناكسيت، السلبرايد للآلام النفسوجسدية ممتاز، والسلبرايد يُسمى تجاريًا (دوجماتيل) والجرعة هي خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين، ثم يمكنك التوقف عنه، وبعض الأخوة الزملاء أيضًا يعطون الـ (سوليان) كبديل للدوجماتيل.
بالنسبة لمضادات الالتهاب: ليس هنالك مانع أن تتناولها، لكن ليس بجرعات كبيرة وليس باستمرار.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.