أرغب بالزواج، ولكن يقهرني الخوف والوسواس وتأنيب الضمير، فماذا أفعل؟
2017-02-28 04:47:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 30 سنة، أدمنت العادة السرية، ومشاهدة الأفلام الإباحية، ولم أكن أعلم أنها حرام، أو تضرني مستقبلا، وكنت أعيش في جو عائلي سيء جدا، عذبت في صغري، فأنا مصاب بمرض في رقبتي، وكان الجميع يعايرونني بدلاً من علاجي، الأم والأب والإخوة، والجد والجدة، والأخوال، حتى زملاء الدراسة والمعلمين، لم يرحمني أحد منهم.
أصبحت أحتقر نفسي، رغم أنني كنت جيدا في الدراسة، -أخي الكريم- أنا لا أريد أن أبرر خطئي، لكنني لم أجد الرعاية والحب والنصح، فتعلمت هذه العادة السيئة من صديق لي، وأدمنتها لأنني أخفف بها همومي، أبي لم يكن يعمل، وكان يتبع النساء، وأمي عندما كنت أطلب منها الأكل، كانت تقول لي: تأكل رأسك، وكنت أتعرض للضرب.
عملت وأنا عمري 12 سنة، ثم اشتغل معي إخوتي، الأب كان يأخذ منا المال، ولا يهتم بمستقبلنا، وعندما رغبت بالزواج رفض أهلي، ووضعوا أمامي العراقيل، وقالوا لي: نريدك أن تخدمنا، رغم أنني كنت أصرف على البيت من مالي.
لم ألعب أو أفرح مثل بقية الأولاد، ولم يبحث لي أهلي عن فتاة للزواج، فلم أجد متنفساً إلا الفيسبوك للبحث عن فتاة للزواج، وكل ما أجد فتاة يظهرون لي فيها العيوب، حتى تعرفت على فتاة أحببتها وأحبتني، وعشنا قصة حب طويلة، ولكننا انفصلنا بعد الخطبة.
كنت مريضاً، فظننت أنني مصاب بالتهاب البروستات، وأخذت الكثير من الأدوية، لكنني اكتشفت مؤخراً بأنه سحر من عدة أنواع: مأكول ومرشوش، ومدفون، وسحر عين، وتعطيل الزواج، ومس العاشق، فأصبحت أشك في قدرتي الجنسية، وأخاف من الفتيات، وليلة الزفاف، رغم أنني أريد الزواج وأغار من المتزوجين، وأحلم بتكوين أسرة صالحة، وأصبحت أكره الجميع إلا أختي، أمي تريد أن تزوجني الآن، لكن الخوف والوسواس، وتأنيب الضمير يقهرني، وحياتي سوداء، فماذا أفعل؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن كنت علمت عن طريق راق ثقة ومأمون بأنك سحرت، وأصبت بالعين، وتعطيل الزواج والمس العاشق، فعليك أن تستمر في الرقية حتى يزول ذلك، وإياك أن تذهب إلى غير ثقة، وعليك أن تصبر؛ لأن بعض أنواع السحر يحتاج إلى رقية لمدة قد تطول، لكنك ستشعر بالتحسن، وستذهب عنك الكثير من الأعراض التي تشتكي منها.
وثق صلتك بالله تعالى، واجتهد في تقوية إيمانك من خلال المحافظة على أداء الصلوات، وما افترض الله عليك، وأكثر من نوافل الصلاة والصوم، وتلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة، فذلك سيوجد عندك رقابة الله التي تحجزك عن الوقوع في الآثام، ويكون لك حرزا من الشيطان والسحر والعين -بإذن الله تعالى-.
لا تحمل في قلبك على والديك مهما كان تصرفهم، فهما سبب وجودك في هذه الدنيا، والله -عز وجل- أمرنا بالإحسان إليهما كيفما كانا، حتى إنه سبحانه أمر بالإحسان لهما ولو كانا كافرين، فقال تعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖوَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ).
اقترب من والديك وبرهما، واطلب رضاهما ودعاءهما، فدعاء الوالد مستجاب، ولن تفلح في حياتك إن عققت والديك، فبرهما وصلتهما من أسباب سعة الرزق وإطالة العمر، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (من أراد أن ينسأ له في أثره، ويبسط له في رزقة فليصل رحمه).
لا تجعل الماضي يحبط حياتك، ويؤثر على تعاملك مع أفراد أسرتك، فذلك قد يدخلك في باب العقوق وقطيعة الرحم، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم كلما أتاك بوساوس وهواجس، ولا تسترسل في التحاور معه، والتعاطي مع وساوسه، فإن فعلت ذلك انخنس عنك، واستعن بالله، ولا تعجز، وامض في بناء حياتك وتكوين أسرتك، فمن استعان بالله أعانه، ومن توكل عليه كفاه، وانظر إلى الدنيا بإيجابية، ولا تنظر إليها نظرة سوداوية، فإن الرسائل السلبية تؤثر في حياتك؛ لأن العقل يتبرمج وفقها، وتفاءل فإن الفأل الحسن يعطيك الأمل، وقد كان من خلق النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- أنه يحب الفأل الحسن، والزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم، وكشف الكروب، قال نبينا -عليه الصلاة والسلام-: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).
نسعد بتواصلك ونسأل الله لك الشفاء والتوفيق إنه سميع مجيب.