أغير رأيي باستمرار وأتردد في اتخاذ القرارات، فما سبب ذلك؟
2017-05-28 02:46:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لدي مشكلة غريبة مزعجة وهي أني أغير رأيي باستمرار، لن أذكر التفاصيل، ولكن يرجح أن للصدمة في تغير المناهج والاستعجال في طرح آراء غريبة غير مألوفة دور في هذا، مع أن المشكلة قبلها، ولا أعرف السبب لذلك؟
أرجو منكم حصر الأسباب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على هذا السؤال، ومعذرة على التأخر بالجواب.
هناك عوامل كثيرة في حياة الإنسان تجعله يتردد في اتخاذ القرارات، مما يؤدي لتغيير رأيه كثيرا، وحتى بعد أن يقرر أمرا ما فإنه قد يعود للتغيير مجددا، وهكذا.
ومن أهم هذه العوامل:
طبيعة التربية الأسرية، وخاصة الأساليب التي لا تعزز ثقة الطفل في نفسه، أو بسبب كثرة المبالغة في تخويف الطفل من الاحتمالات السيئة، مما يجعله يخاف من اتخاذ أي قرار، فهو دوما يبحث عن القرار الأفضل، وهكذا من رأي لآخر.
ويمكن للوالدين ومن حيث لا يدريان، وبمنتهى الحب، أن يُضعفا ثقة الطفل في نفسه، مما يمكن أن يتسبب في صعوبة اعتماد الطفل على رأي معين.
وأكثر ما يحدث هذا مع طفل الوالدين اللذين يخافا كثيرا على ولدهم؛ مما يجعلهم يتصرفون معه وكأن الحياة مليئة بالمخاطر.
ولا شك أن المدرسة، وهي الأم الثانية للطفل، لا شك أنها أيضا تلعب دورا رئيسيا في زعزعة ثقة الطفل في نفسك، فالكثير من المدارس تربي وتعلم على المبالغة في الخوف من الخطأ، بينما الأفضل أن تشجع المدرسة الأطفال على التفكير والمحاولة، بالرغم من أن بعض الأخطاء لا بد منها، والإنسان يتعلم أحيانا من الأخطاء أكثر من الأجوبة الصحيحة، ومن شواهد هذا كلام الكثير من المخترعين والمكتشفين الذين ارتكبوا الخطأ والصواب.
ويمكن للصدمة التي وردت في سؤالك أن تفعل نفس الشيء في إضعاف الثقة بالنفس، والخوف والتردد في اتخاذ القرارات.
أرجو أن يكون في هذا ما يعينك على تجاوز هذه الحال، عن طريق أن تسعى في كثير من المواقف على ألا تغيّر رأيك بعد أن قررت قرارا ما، مهما كانت النتائج، وسوف تتعلم من الخطأ كما تتعلم من الصواب، وهنالك الكثير من أمور الحياة ليس فيها صح أو خطأ.
وفقك الله ويسّر لك أمرك.