رغم مداومتي على الاستغفار إلا أنني أشعر بالضيق والحزن الشديد

2017-04-03 04:47:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أعاني من الحزن والضيق الشديد، مع أنني أداوم على الاستغفار وقراءة القرآن، ولكنني متى أذنب وأريد التوبة أظن أن الله سيعاقبني بما فعلت، ولا أستطيع تمالك نفسي والابتعاد عن هذا الشعور، ودائما لا أثق بقراراتي أبدا، وأشعر أنني أخطأت حتى وإن أخبرني الغير بأنني لم أخطئ, ودائما في علاقاتي العاطفية أكون أنا أول من ينهيها عند أول مشكلة، وأظلم الطرف الآخر، ولا أستطيع إكمال شيء كهذا أو تحمله للنهاية.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحاولي -أختي الكريمة- أن تتفهمي تشخيص حالتك الظاهرة والمتوفرة في كثير من الناس والنساء خاصة وهي مجرد ردود أفعال بالإحساس بالقلق والضيق والاكتئاب اليسير نتيجة الشعور بالذنب والإحساس بالفراغ, كما وهي -بإذن الله- آيلة إلى الزوال مع عامل الزمن بالتدريج.

ولذا فإن الواجب عليك اتباع الوصايا التالية:
1) عدم الانسياق فقط للوساوس والمخاوف والقلق والأوهام، ونسيان الماضي والإقبال على الحاضر بثقة وتفاؤل وإيجابية ونشاط، قال تعالى: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)، ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها.

2) تعميق الإيمان بالله تعالى وبالقدر وحسن الظن به والتوكل عليه، قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا), وذلك بطلب العلم النافع، والزيادة من العمل الصالح، وقراءة الأذكار والقرآن الكريم أو الاستماع إليه بتركيز وتدبر قال تعالى: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)، وقال سبحانه: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة).

3) ترك الذنوب والمعاصي, ومنها العلاقات العاطفية المحرمة والمخالفة للشرع, ذلك لأن للذنوب آثارها السيئة على العقل والقلب في الشعور بالوحشة والضيق والبعد عن الله وعدم الاستمتاع بالحياة، قال تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين)، وقال جل ثناؤه: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا).

4) محاولة أن يكون لك هدف تسعين لإنجازه كالاهتمام بالدراسة أو الانشغال بالأعمال النافعة والمفيدة.
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة.
ولذلك فإن كثيرا ما تزول هذه الوساوس بعد الانشغال بالزواج الشرعي المناسب أو تحصيل الوظيفة اللائقة.

5) اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء عن قلب خاشع وعقل حاضر، قال تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)، (وقال ربكم أدعوني أستجب لكم)، وأن تحرصي على رقية نفسك بالأذكار وقراءة القرآن (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).

6) إعطاء النفس حقها من الراحة بالخروج إلى المتنزهات وزيارة الأهل، وتعاطي الرياضة والقراءة، والابتسامة والفكاهة ونحوها لتفريغ الطاقة السلبية وتحويلها إلى إيجابية روي عن علي رضي الله عنه قوله: (أجموا هذه القلوب, والتمسوا لها طرائف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان).

هذا وأسأل الله تعالى أن يرزقك الصبر والثقة بالله، والتوبة الصادقة والنصوح، والبيئة والصحبة الطيبة، والزوج الصالح، وأن يفرج همك، وييسر أمرك، ويشرح صدرك، ويلهمك الرشد والصواب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

www.islamweb.net