أشعر بالخوف من البلع وأحس بغصة
2017-04-16 02:58:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب بعمر 23 سنة، حالتي المادية ممتازة، لدي وظيفة –الحمد لله-، لكن منذ تقريباً 4 سنوات أتاني شعور بالخوف من البلع وإحساس بغصة، والخوف من الأكل في مكان عام، أو مع أشخاص كثر؛ بسبب عدم القدرة على البلع، وحتى الماء لا أستطيع شربه، أخاف أن لا أبلعها جيداً.
مع ذلك كثرة الحركة واضطراب في المعدة، مع أنه تم أخذ تحاليل، والأمور جيدة، وحالة الخوف تأتيني عند السفر بالسيارة أو الطائرة، وأيضاً عند الجلوس في مكان عام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bassam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت تعاني من قلق ورهاب، تعاني من رهاب البلع، وتعاني من رهاب ركوب السيارة، وتعاني من رهاب ركوب الطائرة، والرهاب هو نوع من أنواع القلق أيضًا، فيعتبر من ضمن قائمة القلق، والرهاب في تعريفه: خوف غير مبرر، أو خوف شديد يؤدي إلى تفادي هذا الشيء، وهذا ما حصل معك من البلع، خوف أن تختنق عندما تقوم ببلع الطعام، هذا الخوف أدَّى إلى أن تتجنَّب الأكل والشرب، وطبعًا هنا الخطورة، فلا يمكن أن يعيش الشخص بدون طعام أو شراب، إذا كان الخوف من شيء غير ضروري في حياة الشخص، فيمكن للشخص أن يتعايش معه، مثلاً مثل ركوب الطائرة، يمكن ألا يسافر الشخص إلَّا إذا كان مضطرًا، ولكن الخوف من البلع - والإنسان يحتاج إلى الأكل والشرب - هنا تأتي المشكلة، ولذلك لا بد من التدخل الطبي، والتدخل الطبي النفسي يكون بالأدوية، ويكون بالعلاج السلوكي المعرفي.
هناك أدوية كثيرة لعلاج القلق والرهاب، ومن ضمنها الـ (زيروكسات)، والذي يعرف علميًا باسم (باروكستين) عشرين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا - ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وسوف يحصل مفعولها، أو تبدأ بالعمل بعد أسبوعين، وتحتاج إلى ستة أسابيع حتى تزول معظم هذه الأعراض.
كما عليك أيضًا بالعلاج النفسي، والعلاج النفسي يمكن أن يكون بالاسترخاء، تحتاج إلى الاسترخاء لخفض درجة التوتر، ولتمكينك من البلع والأكل من خلال تمارين الاسترخاء المعروفة بواسطة معالج نفسي متمكّن، وأيضًا تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي، خاصة في رهاب السفر بالطائرة، ورهاب السفر بالسيارة، حيث يقوم المعالج النفسي بدراسة هذا الرهاب دراسة متكاملة، وتفصيله بعدة درجات، الدرجات الصغرى من الرهاب والدرجات الكبرى، ويبدأ بتدريبك على الدرجات الأخف الذي يكون فيها الرهاب قليلاً نوعًا ما، مع الاسترخاء، ويتدرَّج حتى يأتي إلى الأشياء التي يكون فيها الرهاب شديدا جدًّا، هذا يتم عادةً بطريقة منظمة ومتدرِّجة من الأقل إلى المتوسط إلى الأصعب أو الشديد، عادةً يكونُ في عدة جلسات، والجلسة تكون أسبوعيًا، وقد تمتد إلى عشرة أو خمسة عشر أو - أحيانًا - إلى عشرين جلسة، وهذا مع العلاج الدوائي الذي ذكرته.
وفقك الله وسدد خطاك.