تشتت الأفكار يقضي على تحقيق الهدف
2005-02-20 23:11:14 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الإخوة، إني أعاني من أحلام اليقظة، حيث إنني أقضي كل وقتي تقريباً في أحلام ليس لها نهاية، ولقد أثرت هذه الحالة في مستواي الدراسي حيث لم أستطع الحصول على معدل يؤهلني لدخول الماجستير ـ علماً أني ذكي ـ كما أثرت في مستواي المعرفي، حيث يوجد فرق كبير بيني وبين أقراني.
علماً أنني أغرق في هذه الأحلام منذ أن كان عمري خمسة عشر عاماً، وإني أريد الخلاص منها لأبدأ في تطوير ذاتي، وتدارك ما فاتني بسبب هذه الأحلام، ولهذا طرقت بابكم؛ لعلي أجد جواباً.
علماً أن لدي أهدافاً جاهزة للتطبيق، لكن هذه الأحلام تقف عائقاً أمامي!
كما أرجو أن تخبرني كيف أصبح مثقفاً!؟ وما هي الكتب التي تنصحونني بقراءتها في سبيل أن أصبح مثقفاً؟ إني أنتظر جوابكم على أحر من الجمر؛ فقد مللت حياة الأحلام، وأريد العيش في الواقع.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ أحمد حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
لما قرأت مشكلتك عرفت من خلالها أنك تريد أن تحقق النجاح وتصعد سلم المجد، ولكن تتشتت الأفكار في ذهنك، وهذا ما جعلك تحتار في أمرك ولا تعرف السبيل للخروج من هذا المأزق، وأقول لك: اعلم أنه كلما كان هدفك في هذه الحياة واضحاً بالنسبة لك وكلما كنتِ مؤمنا بقدراتك، وكلما كنت ملتزماً بها ومثابراً عليها استطعت أن تحقق النجاح بإذن الله تعالى، إذن هدفك ـ أخي ـ يتحقق لديك ثلاث مرات:
1- المرة الأولى، وأنت تراه يتحقق أمام ناظريك وأنت تحلم في خيالك.
2- المرة الثانية عندما تكتبه وترسمه على الورق.
3- المرة الثالثة عندما تحققه فعلاً.
وكلما حققت هدفك زاد حماسك؛ فاعمل جاهدا على تحقيق هدفك، فما أستحق أن يعيش من عاش دون هدف؛ لأنه يكون جاهلاً بحكمة الله في خلقه؛ لأننا خلقنا للعبادة والعمل، حاول أن تضع أولوياتك، وارسم خطتك، وحقق هدفك، وارسم صورةً واضحة في ذهنك تستطيع أن تحقق مزيداً من الحماس ومزيداً من التميز.
وأنصحك ـ أخي الفاضل ـ أن توطد علاقتك بالله عز وجل؛ حتى تكون لديك طاقة إيمانية، والزم دائماً الذكر والدعاء والاستغفار، واسمع إلى قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيقٍ مخرجاً، ومن كل همٍ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب).
واحذر ـ أخي ـ لصوص الطاقة الذين يسلبون منك حب النجاح وحب العمل وحب الترقي والصعود إلى المجد، ومن أنواع اللصوص لص تشتت الذهن الذي تعاني منه، وعدم حضور الذهن يعني أنك لا تنتبه، فحاول أن تحصر قواك الذهنية، واكتب مشكلتك على ورقة، واسأل نفسك أسئلة صريحة، وحاول أن تكتب البدائل والحلول لهذه المشكلة، وتطبيقها على أرض الواقع، ولا تُشغل نفسك بما ليس مفيداً لك، وتذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم معافى في جسده آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حاز الدنيا بحذافيرها) فلماذا هذا التفكير والحيرة!؟ استخر الله تعالى قبل أن تقدم على أي عمل، وإذا اطمأننت له فتوكل على الله، ولا تيأس، والمؤمن كالغيث أينما وقع نفع.
أما في ما يخص مطالعة الكتب وإرادتك لأن تكون مثقفا، فهذه إرادة وعزيمة قوية أحييك عليها، فحاول أن تجعل لنفسك منهاجا فرديا تسير عليه، ولا تكون دراستك عشوائية، حاول أن تقسم منهاجك الفردي إلى خطة بحيث تجمع فيها كل أنواع المطالعة والحفظ والفهم، ويكون منهجك مقسما على طيلة أيام الأسبوع كأن تأخذ مثلاً اللغة العربية، والتفسير والتاريخ الإسلامي وحياة الصحابة والواقع الإسلامي، وتأخذ أيضاً شيئاً من السنة النبوية، وكل هذا بحسب وسعك وطاقتك.
ولا مانع أن تقرأ كتباً في الثقافة الإسلامية أو في العلوم الأخرى، والمجال هنا لا يسع لذكر هذه الكتب ولكن أنت تستطيع أن تضع لنفسك منهاجا فرديا تسير عليه، وبإذن الله تعالى سترى الفائدة من وراء ذلك، ويمكن أن أدلك على أحد الكتب تتكلم حول هذا الأسلوب وهو كتاب قيم يمكن أن تقتنيه من المكتبة وعنوانه ( منهج المؤمن بين العلم والتطبيق ) للدكتور عدنان علي رضا النحوي، وهناك كتاب آخر أيضاً اسمه ( لؤلؤة المنهاج الفردي ) لنفس المؤلف، وفيها يذكر أنواع الكتب وكيف تتم دراستها، وطريقة وضع منهاج وخطة لذلك.
وبالله التوفيق.