أبي يظلمنا في كل شيء ويراعي حقوق بيته الثاني، فكيف أتعامل معه؟
2017-06-05 01:32:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة بعمر 27 سنة، أبي إنسان ملتزم وطيب، يصلي كل الفروض في الحرم يومياً، ولكن شخصيته ضعيفة، ولديه زوجة ثانية، وكل ما نطلب منه شيء يقول: ليس لدي المال، ويحلف على ذلك، رغم أنه ميسور الحال، لكنه يعتمد على رواتب إخوتي الشباب، رغم أنه كان ينفق على البيت كاملاً قبل زواجه.
لديه أولاد من زوجته الثانية، يهتم بهم ويهملنا، ورغم أنه يأتينا يومياً، ونحن تقدره ونحترمه، إلا أنه يقصر في حقوقنا، فأضطر لرفع صوتي عليه دون قصد عندما أطلب منه أي شيء ويرفضه، وأرى صرفه على بيته الثاني، وهذا يتعبني كثيراً.
أعيش حالة من الرعب الخوف، ويؤلمني إحساس أننا مسؤلون من أنفسنا، وهو ليس مسؤولاً عنا، وقد يتركنا في أي لحظة، ولا يفرح لنجاحنا، بل ينتقدنا أننا أفضل من أولاد الزوجة الثانية، ويغار من إخوتي إذا فعلوا أي شيء لزوجاتهم.
أعصابي تعبت من تقصيره، وأحزن عندما أرى أمي لا تأخذ حقوقها منه، ولا يعطيها حقوقها الشرعية ولا المادية، ولا يعدل بينها وبين زوجته الثانية، فما توجيهكم لحالتي؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aisha حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الاصل في العلاقات الأسرية هو العدل والحب والاحترام والتعامل الحسن، وإذا حصل أي سوء فهم، أو خلاف، فالحل الأمثل له هو الحوار والتفاهم والتواصل المباشر، والتعامل بالتغافل والعفو، لأنه لا تسلم أسرة من وجود خلافات داخلها، فهذه طبيعة البشر.
لحل مشكلتك ننصحك بالآتي:
أولاً: حسن الظن بوالدكم، والتعامل معه باحترام وتقدير، وعدم رفع الصوت عليه، أو إساءة الأدب معه مهما كانت الأسباب، فهو أب له حقوقه عليكم، ولا يجوز التعامل معه بردة الفعل حتى ولو أخطأ في حقكم.
ثانياً: لا بد من التحري من كل ما يصلكم حول والدكم، وطريقة تعامله مع أمكم، أو مع زوجته الثانية وأولادها، لأن كثيرا مما ينقل ببن الضرات غير صحيح أو قليل، ولكنه يضخم بسبب الغيرة.
ثالثاً: تعاملوا مع والدكم بالإحسان، وأبلغوا ولدتكم تحسن تعاملها معه، وتظهر له الحب والاحترام والتقدير، حتى يرق لها وتعود علاقته بها، لأن بعض الزوجات إذا تزوج عليها زوجها ساءت أخلاقها وتعاملها مع زوجها، وتصرفت معه تصرفا غير لائقا، ثم بعد ذلك تشكو من نفرته عنها وظلمه لها، وهي السبب في ذلك.
رابعاً: كونوا خير معين لوالدكم على العدل بينكم، وحسن التعامل معكم، من خلال نصحه بالتي هي أحسن إن أمكن، أو غض الطرف عن تقصيره في حقكم أحيانا، وحسن الظن به لو حصل منه أي تقصير، وإن دفعه إلى ذلك اعتبار أنكم كبار، وتستطيعون أن تقوموا بشؤنكم بخلاف غيركم من أولاده الصغار، فربما دفعه حرصه عليهم بسبب صغرهم إلى العناية أكثر بهم، والتقصير في حقكم.
خامساً: يمكن الحوار معه والتفاهم في وقت انبساطه، وتوضيح بعض جوانب النقص لديه نحوكم بأسلوب مناسب، يجعله يقر بها ويعالجها مستقبلا.
سادساً: يمكن اطلاع بعض الموثقين من معاريفه الذين علاقتهم به حسنة على جوانب تقصيره معكم، لعله أن ينصحه بطريقة غير مباشرة، فربما كان ذلك أبلغ في نفسه من نصحكم له.
سابعاً: عليكم بالدعاء والتضرع لله أن يصلح الحال بينكم وبينه، فإن القلوب بيد الله يصرفها كيف شاء سبحانه.
ثامناً: نوصيك أنت شخصيا بالاستغفار والتوبة مما حصل منك من تصرف خاطىء مع والدك بسبب غيرتك على أمك، وطلب السماح منه لأنه والدك، وله حق عليك، وإياك أن يتكرر منك ذلك معه مهما كانت الأسباب، وعليك أن تتحلي بالصبر والتحمل والثقة بالله، ولا تسمحي لخواطر الشيطان أن تسيطر عليك، فيسبب ذلك لك آثارا نفسية غير جيدة، بل كلما شعرتي بشيء من ذلك عليك بالذكر والتسبيح والاستغفار، والتفكير الإيجابي نحو والدك الذي هو سبب وجودك، وباب لك إلى الجنة إن أحسنتِ التعامل معه، وانصحي أمك بذلك أيضا، فهو خير علاج لحزازات الصدر، والشعور بالغبن.
أسأل الله العظيم أن يصلح أحوالكم، ويوفقكم لما يحب ويرضى.