شخصيتي حساسة وعاطفية، فما الأدوية النفسية المجدية لحالتي؟
2017-06-20 06:15:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري ٢٣ سنة، طبعي القلق والحساسية من أدنى شيء، ولكن منذ سنة تقريبا أصبحت حساسة جدا من أقل كلمة أو فعل، أزعل وأتضايق كثيرا، وأحيانا أشعر أن لا أحد يحبني، ولا أفهم ماذا أريد؟ حتى أصبح من حولي ينفرون مني.
أشعر أنه شيء خارج عن إرادتي تماماً، ولا أستطيع تجاهله، وكلما تضايقت أشعر بالجوع، وأرتاح عندما آكل، حتى زاد وزني بشكل كبير جدا، وفي هذه الفترة كنت أشعر بضيق قوي، ومهما فعلت لا شيء يسعدني، ولا أنام براحة بسبب النفسية السيئة، وأرى أحلاما مزعجة، فأستيقظ مفجوعة، أو يأتيني الجاثوم، أفكر بالموت والانتحار، ثم أستغفر الله.
رأيت إعلانا لدواء اسمه "لوسترال" سيرترالين ٥٠ ملجم، فاشتريته بعدما قرأت عنه في الإنترنت، وتوكلت على الله واستخرت الله، وأخذت نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم حبة كاملة لمدة شهرين، ثم شعرت بتحسن كبير، وتحسنت علاقاتي كثيرا، وأيضا الحساسية الزائدة ذهبت تماما، وأصبحت أنام براحة وعمق.
قررت إيقاف الدواء، وأخذت نصف حبة لمدة ٣ أسابيع، ومضى على إيقاف الدواء شهرين، لكنني عدت كالسابق، ولا أريد أن تتطور حالتي سوءًا، وأعلم أنني أخطأت عندما أخذته دون استشارة الطبيب، ولكنني كنت متعبة جدا، رغم أنني أقرأ القرآن، وأحفظ أجزاءً منه، وأحافظ على صلاتي، ولا أحمل حقدا في صدري لأحد، وقنوعة جدا في كل ما رزقني الله، وأريد أن أستخدم هذا الدواء مرة أخرى، فما هي الجرعة التي تنصحونني بها دون أن تسبب لي الإدمان؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وتقبل الله منَّا ومنكم الصيام والقيام والدعاء وصالح الأعمال.
أيتها -الفاضلة الكريمة-: الذي بك هو فعلاً نوعًا من القلق المتعلق بشخصيتك مع وجود شيء من الحساسية في تركيبتك النفسية.
أما موضوع اللجوء للطعام حين الشعور بالقلق والتوتر الذي يعقبه الجوع: هذا نوع من المتنفَّس النفسي المعروف، وحقيقة هي حيلة ليست جيدة أبدًا.
أنصحك في مثل هذه الحالات بأن تعبِّري عن نفسك، وألا تكتمي، وألا تكوني ساخطة لا على نفسك ولا على من حولك، لا بد أن تقبلي الناس كما هم لا كما تريدين، والإنسان حين يشعر بأنه غير محب من الآخرين لا بد له أيضًا أن يُحب الناس، هذا مهمٌّ جدًّا، وبهذه الكيفية يروّض الإنسان نفسه ويجعلها تتقبَّل الآخر.
وهناك أنشطة تعزز علاقاتنا بالآخرين، مثلاً: الانضمام للجمعيات القرآنية، الذهاب إلى مراكز التحفيظ، ممارسة شيء من الرياضة التي تناسب المرأة، هذه كلها أنشطة تُزيل الشوائب النفسية السلبية، وتُعزز ما هو إيجابي.
ولا بد لك -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تجعلي لحياتك معنىً من خلال التخطيط السليم، وتحديد الأهداف، ووضع الوسائل والطرق التي توصلك إلى أهدافك، ولا بد أن تكوني عضوًا نافعًا وفعّالاً داخل أسرتك.
هذه كلها أمور بسيطة ويمكن حقيقة الوصول إليها بشيء من الاجتهاد والتخطيط السليم، وأن يكون لديك الدافعية والشعور الإيجابي، هذا مهم جدًّا.
بالنسبة لتنظيم النوم: تجنبي النوم النهاري، وتثبتي وقت النوم ليلاً، واحرصي على الأذكار، ولا تتناولي أي أطعمة بعد الساعة السادسة أو السابعة مساءً، ووجبة العشاء لا بد أن تكون خفيفة وغير دسمة، هذا سبب أساسي للأحلام المزعجة والجاثوم، أي تناول الأطعمة في وقت متأخر من الليل، خاصة إذا كانت دسمة.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أقول لك نعم (سيرترالين) دواء ممتاز، وأنا أؤيد تمامًا تناولك له، أنتِ تناولتِ الدواء لمدة قصيرة، هذه العلاجات بهذه الطريقة لا تُفيد، إذا لم يتناولها الإنسان لمدة ستة أشهر على الأقل، وأنت جرعتك جرعة صغيرة، لأن السيرترالين يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم أي مائتي مليجرام، أنتِ جرعتك كانت خمسين مليجرامًا فقط، فارجعي للدواء وتناوليه على بركة الله، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.
ابدئي بنصف حبة (خمسة وعشرون مليجرامًا) يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة واحدة يوميًا، وهذا يكفي تمامًا، لأن تجربتك السابقة على هذه الجرعة كانت إيجابية، استمري على هذه الجرعة أي الحبة الواحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها بعد ذلك نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الدواء سليم، صحيح، غير إدماني، وفي ذات الوقت لا يؤثِّر أبدًا على الهرمونات النسائية، وجرعتك -كما ذكرتُ لك- من الجرعات الصغيرة والصغيرة جدًّا.
أرجو مع تناول الدواء أن تُطبقي الإرشادات السلوكية التي ذكرتها لك سلفًا، لأن التعاضد أو الدعم العلاجي يأتي من خلال التطبيقات السلوكية زائد تناول العلاج الدوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.