كنت أسيء التعامل مع صديقاتي فتحسنت ولكني أخشى كراهيتهن لي؟
2017-06-20 06:19:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
كنت سيئة التعامل مع أصدقائي عندما كنت صغيرة في السن، ثم تركت المدرسة، وبعد 3 أو 4 سنين رجعت للمدرسة وأنا خائفة جدا وخجولة، ثم أصبحت طيبة جدا عن ذي قبل، وليس عندي الجرأة الزائدة عن اللزوم مثل قبل، لكني خائفة ألا يحبونني وأبكي في الليل خوفا من هذا الموضوع.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
- بارك الله فيك – أختي العزيزة – وأشكر لكِ اعترافك بأخطائك السابقة وكراهيتك لها واستحيائك من زميلاتك بسببها, ولا شك أن هذا دليل على حسن دينك وخلقك ورقة وجمال مشاعرك، ويقظة ضميرك ووفور عقلك, الأمر الذي أشجعك وأشكرك عليه وأدعوك إلى لزومه والثبات عليه, ثبتنا الله وإياك على الدين والخلق القويم وعلى صراطه المستقيم.
- كما وأوصيك بالثبات على التوبة والعمل بشروطها الثلاثة: الندم على ما فات, والإقلاع عن الذنب, والعزم على عدم العودة إليه, وثقي بأن الله تعالى سيغفر لكِ ويعفو عنك – لا سيما مع صغر سنك – ويقبل توبتك ويوفقك إلى صالح دينك ودنياك, كيف لا؟! وهو القائل: (ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وأن الله هو التواب الرحيم)، والقائل جل شأنه: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم).
- والواجب عليك أن تحسني الظن بالله تعالى, وأن تعززي ثقتك بنفسك وتقوّي إرادتك, فلا تلتفتي إلى الماضي, بل تغافلي عنه وتناسيه, لا سيما وأنه كان في مرحلة عمرية تكثر فيها التجارب الخاطئة, وفي الحديث: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) أخرجه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.
- واعتبري بالماضي للمضي قدماً بكل ثقة وتفاؤل وطموح وشجاعة وقوة إرادة وعزيمة، وتحدٍ وتصميم في تحقيق الإيجابية والفاعلية والتفوق في دراستك، وجمال علاقتك بزميلاتك، ونجاحك في أمورك كلها, وفي الحديث: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف .. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز, ولا تقل لو أني فعلت كذا وكذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم، وبذلك تكونين قد حوّلتِ النقمة إلى نعمة، والمحنة إلى منحة: (لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم) (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
- واعلمي أن الله إذا علم منكِ صدق النية، وحسن السلوك في التغيّر إلى الأحسن, فإنه سبحانه سيلين قلوب عباده إلى محبتك وتقديرك, فهو مقلب القلوب, وقلوب العباد بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء كما في الأحاديث الصحيحة, وفي الحديث الصحيح أيضاً: (من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عليه الناس) رواه الترمذي عن عائشة وصححه الألباني.
- فاحذري – رعاكِ الله – من المبالغة في حساسية مشاعرك وعواطفك, والتي قد تصدك وتمنعك عن الخير, وذلك من اتباع وساوس الشيطان وخطواته (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر)، ومن ذلك إدخاله اليأس والقنوط في قلوب الصالحين (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون).
- كما وأوصيك بتنمية الإيمان بالإكثار من ذكر الله تعالى والدعاء وقراءة القرآن، وطلب العلم النافع، والعمل الصالح ولزوم الصحبة الطيبة؛ فإن ذلك خير عون على تحصيل معونة الله وتوفيقه وتقوية الإرادة، ومحبة الناس والنجاح في دينك ودنياك وآخرتك.
فأسأل الله التوفيق والسداد وأن يلهمك الخير والهدى والرشاد والصواب، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه وإلى ما فيه سعادة الدنيا والآخرة، أسأل الله لكِ ذلك .. اللهم آمين.