أتناول السيروكسات ولكن التحسن يتأخر.. لماذا؟
2017-06-20 05:36:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
إلى الدكتور محمد عبد العليم حفظه الله، أرجو قراءة رسالتي جيدا، والرد عليها بشكل جيد بارك الله فيك.
كنت أتناول مضادات الاكتئاب من أجل الهلع ورهابات كثيرة منها رهاب البلع، وكانت تعطيني نتيجة في اليوم 26 أو 27 على أكثر تقدير، ثم حصلت لي انتكاسة بعد 10 سنوات، بحيث صرت كلما تناولت مضاد اكتئاب أصاب بعصبية شديدة جدا وقلق كبير، فتوقفت عنها، ومنذ أيام تناولت السيروكسات فلم أشعر بالعصبية، ولا بالقلق، إلا القلق العادي الذي كنت أشعر به في البداية فقط، وبقيت عليه إلى الآن، أي منذ 37 يوما، ذهب القلق والتوتر، ولكن لم أجد أي تحسن، وقد قرأت لك أن السيروكسات إن لم يعط تحسنا خلال شهر، فلا بد من زيادة الجرعة، ولكني لا أتحمل جرعة 30 أو 40 مل من السيروكسات، فهي تصيبني بعصبية وقلق فما العمل؟ ولماذا تأخر التحسن لحد الآن رغم أني تناولت السيروكسات عدة مرات في الماضي، وكان يعطيني نتيجته الكاملة في اليوم 27 على أقصى تقدير.
أرجو المساعدة، وجزاك الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وكل عامٍ وأنتم بخير، وتقبَّل الله صيامكم وطاعاتكم.
أخي الكريم: نعم أنت دقيق جدًّا في وصفك أن مضادات الاكتئاب في بعض الأحيان - خاصة في بدايات العلاج - قد تُسبب نوعًا من التوتر والعصبية الشديدة لحوالي عشرين بالمائة من الناس، وليس كل الناس، وقد وجد أن السبب في ذلك مرتبط بالجينات الخاصة بكل إنسانٍ، فقد تحدث لبعض الناس استثارة كبيرة جدًّا لكيمياء الدماغ، وذلك نسبةً لقابليتهم الوراثية أو الجينية، هذه الاستثارة الكيميائية تؤدي إلى إفراز كبير في مادة السيروتونين، وهذا يؤدي إلى التوتر والعصبية، وأكثر مضادٍ للاكتئاب يُسبب ذلك هو الـ (بروزاك)، والذي يُعرف علميًا باسم (فلوكستين).
الحمد لله تعالى أنت الآن متواكب ومتوائم مع الـ (زيروكسات)، وهو بالفعل دواء جيد، وأنا - أخي الكريم - لا أريدك أن تتعجَّل النتائج العلاجية لهذا الدواء، نعم نحن نذكر ونقول أنه بعد أربعة أسابيع من بداية العلاج يجب أن تُرفع الجرعة إذا لم يشعر الإنسان بتحسِّن، لكن يمكن أن يكون هذا الأمر حتى شهرين، لإتاحة الفرصة الكاملة للبناء الكيميائي.
الذي أريده منك - أخي الكريم - الآن هو: ألا ترفض مبدأ زيادة الجرعة، ولن يحدث لك شيئًا - أخي الكريم - خاصة أنني سأنصحك بتناول عقار (بسبار) مع الزيروكسات، هذا يؤدي إلى تحكُّمٍ كامل في العصبية والتوتر، وفي ذات الوقت هو داعم لفعالية الزيروكسات، فابدأ الآن في تناول البسبار بجرعة خمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة أسبوع، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحًا ومساءً، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك خفضها إلى خمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول البسبار.
بالنسبة للزيروكسات - أخي الكريم - أريد أن أقترح عليك الزيروكسات CR، يقال أنه ألطف نسبيًا من ناحية الآثار الجانبية، والجرعة التي سوف تناسبك هي خمسة وعشرين مليجرامًا، أنت الآن على جرعة عشرين مليجرام، توقف عنها، وابدأ في 12.5 مليجرام من الزيروكسات CR، التوقف يكون مباشرة، ولن تحدث -إن شاء الله- أي آثار سلبية أو انسحابية، وبعد مُضي عشرة أيام انتقل للزيروكسات CR25، وهذه ستكون جرعتك الصحيحة، تتناوله مع البسبار، -وإن شاء الله تعالى- تجد نفعًا كبيرًا من هذه الرزمة العلاجية، ويجب أن تستمر على الجرعة العلاجية للزيروكسات لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكن أن تنتقل إلى 12.5 مليجرام يوميًا، وتتناولها لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تجعلها 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم: سيكون أيضًا من الجيد ألا تنس الجوانب السلوكية، هذه مهمَّة جدًّا، وممارسة الرياضة، وأن تجعل نمطا حياتك فعّالاً، لا تترك مجالاً للفراغ، بناء فكر إيجابي جديد، تحسين النسيج والتواصل الاجتماعي، الاجتهاد في العبادة... هذه - يا أخي - كلها -إن شاء الله-/ منافذ علاجية ممتازة جدًّا وداعمة للعلاج الدوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.