انقطاع صديقي أثر على نفسيتي، فما نصيحتكم لي؟
2017-07-16 04:14:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شخص انطوائي وأتعرف على الناس بصعوبة، وبعد أن تعرفت على شخص وأصبح عزيزا جدا على قلبي، وأصبحنا صديقين مقربين، حان الوقت لأسافر وأعود إلى بلدي، فأنا أقوم بمراسلته دائما ولكن ردوده أصبحت قصيرة، وأحيانا يرى رسائلي ويتجاهلها، ودائما أراسله ولكن هو لم يبدأ بمراسلتي أبدا، بعدها حدث خلاف بيني وبينه لا أود تفصيله الآن.
حاليا أشعر أنني فقدته وأمر بحالة نفسية صعبة جدا، أنام طيلة النهار، ويبلغ مجموع ساعات نومي في اليوم ما يقارب ١٣ ساعة، ولا أستيقظ إلا في الليل، كلما تذكرت الخلاف انتابني شعور من الحزن والحسرة والضيق وأشعر بألم في قلبي وبالتحديد في يسار صدري ويرافقه صعوبة في التنفس، وأحيانا يرافقه ألم في ذراعي الأيسر، أشعر بحزن وكآبة شديدة، وجميع من في البيت يلاحظون تغيرا ملحوظا في شكلي وفي نفسيتي، ولكن لا يعرفون شيئا، فهم لا يعرفون إذا كنت أعاني من ألم نفسي أم عضوي، فأنا لا أحب الحديث مع أحد وكأن حياتي توقفت ولن أستطيع مواصلتها ثانية.
أظن أنني أعاني من الاكتئاب، فما رأيكم؟ وما هو تشخيص المرض؟ وهل تنصحوني بتناول دواء معين مع ضرورة توضيح الآثار الجانبية له؟ وهل يؤثر على الوزن أو البشرة؟ وتوضيح طريقة الاستخدام له؟
مع العلم أن عمري قارب على 18 عاما، وبم تنصحوني في هذه الفترة، هل تنصحوني بالابتعاد عن السوشيال ميديا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما زلتَ صغير السن في مرحلة المراهقة، وفي هذه المرحلة تكون هناك أهمية شديدة للعلاقات مع الأقران، ويكون الشخص صداقات عديدة مع أقرانه، وأحيانًا هذه العلاقات والصداقات تكون على حساب علاقاته مع والديه وأهله، ولكنّها مهمَّة – على أي حال – في هذه السن.
وطالما أنك تعاني من مشكلة عمل صداقات جديدة فقد تمسَّكت بالعلاقة الوحيدة التي حصلت معك، وتشبثت بها بدرجة كبيرة، ولكن للأسف انقطعت إمَّا عن مشكلة وإمَّا عن أنك ستغادر البلد الذي يعيش فيه هذا الصديق، وطبعًا هذا سوف يؤثِّر فيك.
وما حصل معك هو ردة فعل – أخي الكريم – لهذا الشيء، زيادة النوم والضيق هو ردة فعلٍ لفقدان هذا الصديق، وليس مرضًا نفسيًا مُعيَّنًا له تشخيص مُحدد، لذلك أنا لا أرى اللجوء إلى أدوية في الوقت الحاضر، أنصحك باللجوء إلى معالج نفسي، تحتاج أن تتكلم مع شخص يُرشدك ويدعمك، حتى تعود لك الثقة في نفسك، وحتى تستطيع أن تتواصل مع الآخرين.
لا أمنعك من الـ (سوشيال ميديا) أو الوسائط الاجتماعية، ولكن أدعوك لأن تتعامل معها بطريقة منضبطة، أي لا تأخذ كل وقتك معها، استعملها لفترات مُحددة، يجب ألا تؤثِّر على دراستك، يجب ألا تؤثِّر على علاقاتك وواجباتك في المنزل أو مع الأهل، أي استعملها باعتدال، وتواصل مع معالج نفسي ليُساعدك في التغلب على هذه المشاكل التي تعاني منها في الوقت الحاضر.
وفقك الله وسدد خطاك.