ابنتي تعاني من الصرع ورسم المخ لديها مضطرب، فهل هو السبب؟
2017-07-18 03:46:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه
باختصار ابنتي تعاني من الصرع، واكتشفنا المرض في سن 14 سنة، وهي تتناول ديباكين كرنو 500، حبتين يوميا صباحا ومساء، وكانت الأمور مستقرة، ولم تعانِ من أي نوبات لمدة خمس سنوات، ومنذ عشرة أيام جاءتها نوبة الصرع، في النهار في أحد البنوك عندما كانت تجري عملية بنكية، وأتت النوبة دون سابق إنذار.
عمر ابنتي الآن 24 سنة، وطولها 173 سم، ووزنها 75 كجم، ومعدل نسبة الدباكين في الدم 65، وعند عمل رسم المخ تبين وجود اضطرابات كثيرة، وهي لا تعاني أي أمراض أخرى، مثل ضغط الدم والسكر، تشتكي من كثرة الصداع، وضغطها العصبي مرتفع في الأيام الأخيرة، ولديها اضطرابات في مواعيد الدورة الشهرية، وهي طالبة تدرس في كلية الصيدلة.
أرجو تقديم المشورة وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لابنتك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
مريض الصرع تتطلب حالته المتابعة مع الطبيب، وأقصد بذلك طبيب الأعصاب المختص، وفائدة المراجعة تتمثل في أن الطبيب يستطيع أن يتحكم في الجرعة المطلوبة، لأن الجرعة تتغيَّر حسب عمر الإنسان، وحسب وزنه، وحسب مستوى الدواء في الدم، والظروف النفسية والاجتماعية التي تُحيط به.
هذه البنت –حفظها الله تعالى– أُثيرتْ عندها النوبة الصرعية، لأنه من الواضح -وحسب ما وضَّح رسم المخ- لديها نشاط صرعي موجود، وبعض حالات الصرع قد يتحكَّم الدواء في هذه النوبات جزئيًا، ولا يكون التحكُّم كاملاً، ولذا حين تأتي أي ظروف مُواتية: كالضغوطات النفسية، والإجهاد النفسي، والإجهاد الجسدي، تظهر النوبة الصرعية بوضوحٍ وجلاء كما حدث في حالة هذه الابنة.
أيها الفاضل الكريم: المهم الآن هو المتابعة، أن تتابع مع طبيبها، وأنتَ قمتَ بالإجراء الصحيح، وهو أخذها إلى الطبيب، وتمَّ تحليل الدم، و-إن شاء الله تعالى- سوف يتمُّ ترتيب الجرعة بحيث ألَّا تحدث لها نوبات أخرى، ربما يرفع الطبيب من مستوى الدواء، أي الدباكين ليصل إلى الجرعة العلاجية، أو ربما يُضيف دواءً آخر، فاتركَ الأمر للطبيب، وعليك وعليها بالمتابعة المنتظمة.
لا شك أن الصداع والضغوطات العصبية مرتبطة مع بعضها البعض، وهذه كلها قد تُثير النوبات الصرعية إذا كان التحكُّم الدوائي ليس بصورة مكتملة. فهذا الجانب أيضًا سوف يُراعيه الطبيب، وإذا كان توتُّرها النفسي شديدًا يمكن أن يُعطيها الطبيب دواءً بسيطًا يُساعدها في أن تكون أكثر هُدوءً.
بالنسبة لاضطرابات الدورة الشهرية: هذا قد يكون له علاقة بمرض الصرع، لكن هذه الظاهرة أيضًا تكثر عند البنات دون أي سبب، وإذا كان الأمر مُزعجًا لها فيجب أن تقوم بفحص الهرمونات النسائية، وتُراجع طبيبة النساء والولادة، وسوف يتم إعطائها الدواء الذي يُنظِّم الدورة الشهرية.
من المهم جدًّا لابنتنا هذه أن تعيش حياةً طبيعية، و-الحمدُ لله تعالى- هي طالبة في كلية الصيدلة، قطعًا الدراسة ضاغطة بعض الشيء في مثل هذه الكليات، لذا يجب أن توزِّع وتُنظِّم وقتها بصورة جيدة، ويجب أن تنام نومًا ليليًا مُريحًا، لأن النوم الليلي المريح يؤدي إلى استقرار كامل في خلايا الدماغ، وهذا يُساعدها كثيرًا ألا تُثار عندها أي أنشطة صرعية، بقية حياتها يجب أن تعيشها بصورة عادية، ويجب ألَّا تحسّ بأي نوع من النقص أو الوصمة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.