أعاني من التشتتت الذهني وعدم التركيز، فكيف السبيل للتخلص من ذلك؟
2017-07-20 04:05:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 31 عاما، أعاني من تشتتت ذهني وعدم تركيز أثر على حياتي، بدأت المشكلة قبل 12 عام، وتزامنت مع ممارسة العادة السرية، ومن ثم إدمانها فلاحظت ضعفا في الاستيعاب، وحالة من التبلد هجرت تلك العادة السيئة منذ ثمانية أعوام، ولكن لم أشعر بتحسن كبير بل زادت حالتي سوءً، وفشلت في مواصلة دراستي الجامعية رغم تفوقي مسبقا، وفقدت أصدقائي الواحد تلو الآخر، أصبحت صامتا تائها، واهتزت ثقتي بنفسي.
بعد تركي للدراسة عملت في بعض المهن الهامشية لمساعدة أسرتي إلى أن عثرت على وظيفة روتينية لا تتطلب مجهودا ذهنيا كبيرا، ولكنني أصبحت أسيرا لها، ولا أستطيع التقدم خطوة واحدة إلى الأمام، والأسوأ من ذلك تبخر حلمي الكبير بإجادة اللغة الإنجليزية وإتقانها.
تتأرجح حالتي الذهنية بين الصعود والهبوط، فتارة يكون الاستيعاب جيدا، وتارة سيئا، فأضطر إلى تأجيل بعض المهام أملا في تحسن حالتي وقتها.
أعلم أن هناك علاقة بين التشتت الذهني والحالة النفسية التى أمر بها، ولكن ثمة أشياءً محيرة توثر سلبا على تركيزي، فالنوم داخل الغرفة ليلا، وتغطية الجسم من البرد، والنوم في ساعات النهار، أو أوقات النوم غير المعروفة تجعل يومي سيئا للغاية، ولا تتحسن حالتي الذهنية إلا بمرور 24 ساعة، فما تشخيصكم لحالتي؟
في الختام أشكر القائمين على أمر الموقع المميز، وأرجو لهم التوفيق والسداد، واعذروني على الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الجليل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ممارسة العادة السرية من غير المعروف عنها ارتباطها بأمراض نفسيه معينة، ولكن ترتبط ارتباط مباشر بمشاكل جنسية فيما بعد هذا معروف، وأحياناً الإحساس بالذنب من ممارسة العادة قد يؤدي إلى بعض الضيق النفسي، أما الشرود الذهني وعدم التركيز فقد يكون سببه آخر، وأحياناً يلجأ الإنسان عندما يصاب، أو عندما يشعر بالضيق والتوتر النفسي إلى ممارسة العادة السرية كشيء يزيل عنه الهم مؤقتاً، وترتبط إذاً هنا بأنها قد تمارس لتخفيف الضغوط النفسية والتوتر النفسي، وطبعاً يكون هذا شيء مؤقتاً.
وطالما توقفت عنها يجب أن يعود كل شيء إلى طبيعته، ولكن عدم عودة الأشياء بطبيعتها وبالذات مشكلة الاستيعاب، ومشاكل الفشل في الدراسة هذا يعني أن هناك شيء آخر، هناك مشاكل نفسيه أخرى -يا أخي الكريم- قد تكون نابعه من شخصيتك، قد تكون نابعة من الظروف التي تعيش فيها وتقلب المزاج أيضاً، على أي حال تحتاج إلى الذهاب لطبيب نفسي للكشف عليك، وأخذ تاريخ مرضي مفصل ومن ثم إعطاءك العلاج المناسب، والعلاج قد يكون دوائيا وقد يكون نفسيا، وأنا أرجح أنك تحتاج إلى علاج نفسي يا أخي الكريم.
هناك الآن علاجات نفسية لتقوية الذات، باكتسابك مهارات نفسية معينة تساعدك في تغيير طريقة التفكير من سلبي إلى إيجابي، وتحسين نظرتك إلى نفسك، مشاكل النوم قد تحتاج إلى دواء لفترة مؤقتة حتى ينتظم النوم، ومن بعدها يسحب هذا الدواء، هناك أدوية كثيرة الآن تساعد على النوم ولا تحدث إدماناً، مثل ما يعرف بالميرتاز أو الميرتازبين 15 مليجرام، نصف حبة ليلاً يمكن أن تأخذه لفترة شهر أو حتى 3 أشهر حتى ينتظم النوم، وبعد ذلك يمكن أن تتوقف عنه، ولا تنسى -يا أخي الكريم- هناك أشياء يمكن أن تفعلها أنت، وتحسن في مزاجك وتزيل القلق، مثل الرياضة وبالذات رياضة المشي يومياً لمدة نصف ساعة، تساعد على الاسترخاء وإزالة التوتر، المحافظة على الصلاة، الانتظام في الغذاء بصورة صحية وتنظيم النوم.
وفقك الله وسدد خطاك.