شعور بالكسل والخمول وعدم الحماس حتى عن الأمور البسيطة
2017-10-17 01:44:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
إلى الدكتور محمد عبد العليم حفظه الله.
أشعر بعدم الرغبة في عمل أي شيء، أتكاسل حتى عن الأمور البسيطة، ولا أشعر بالحماس، وأشعر بخمول دائم، مع أنني أنهيت دراستي الجامعية بتفوق، ولكن تدهورت حالتي فيما بعد وتراجعت حالتي إلى أسوء حالة، وليس لدي حماسة أو رغبة بعمل أي شيء أو حتى البحث عن عمل.
وهناك عارض يزعجني جدا يتمثل بأني أفرك عيني لا شعوريا، وأنا سارح الذهن والتفكير بأمور تقلقني، وأصبحت وكأنها عادة، وعادة سلوكية أخرى تتمثل بأنني أصرف كثيرا من الماء عند الوضوء لدرجة الوسواس الذي يسمونه وسواس النظافة.
ذهبت إلى أكثر من طبيب نفسي، ولكن لم تستجب حالتي لبعض الأدوية مثل فالدوكسان و سيتالوبرام 40 وفافرين وبروزاك 20، لا أعلم إن كانت قد أفادتني، لكن بشكل غير ملحوظ لدي، ولكني بحثت عبر موقعكم عن دواء يساعدني فوجدت أن سلبرايد بعيار 100 ملجم في اليوم قد أفادني، وأنا مواظب عليه الآن، ولكن ينقصني دواء لتحسين المزاج؛ لأني أريد أن أستعيد نشاطي وحماسي والحيوية التي كانت عندي سابقا.
وكنت قد قرأت عن طريق موقعكم بأن دواء سولوتيك المعروف علميا باسم سيرترالين مفيد وأنا فعلا أكثر دواء استجبت له هو هذا الدواء، حيث إني أتناول سولوتيك بجرعة 100 ملجم يوميا، فهل أستمر على سلبرايد وسيرترالين أم أن هناك دواء آخر يعيد لي نشاطي ويجدد طاقتي، ويرفع معنوياتي؟
وما رأيكم لو أضفت دواء تربتزول أو بروزاك إلى هذه الأدوية؟
وما هو تشخيص هذه الحالة؟ وكيف أتخلص منها بشكل سليم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الشعور بالإنهاك والإجهاد النفسي والجسدي، وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية قد يكون سمة من سمات الاكتئاب، ولكن في بعض الناس ليس من الضروري أن يوجد اكتئاب حقيقي، فقد يكون السبب هو مجرد نوع من التطبع والتعود، وشيء من التكاسل، وفي بعض الأحيان يكون السبب عضوياً مثلاً ضعف إفراز الغدة الدرقية هو أحد الأسباب المعروفة للتدهور النفسي، وكذلك الجسدي وافتقاد الطاقات كما ذكرت.
أنا أعتقد أنه من المهم جداً أن تجري بعض الفحوصات الطبية العامة حتى تطمئن، والأمر الآخر لا أريدك أن تركز أو تعتمد اعتماداً كاملاً على الأدوية، لا بد أن تغير نفسك فكرياً، الشعور بالإجهاد فيه جانب فكري، وجانب شعوري، وجانب مسلكي، والإنسان يجب أن يغير أفكاره ومشاعره مما هو سلبي إلى ما هو إيجابي.
فيا أخي الكريم: لا بد أن يكون لك العزم والحسم وعدم مساومة الذات، سيكون ضروري جداً أن تربط نفسك بالإنجاز، أن تربط نفسك بالتفاعل الاجتماعي، أن تكون شخصاً مثابراً، يدا عليا، ولا تقبل لنفسك الهوان أبداً، الانضباط مع النفس هو علاجها في مثل هذه الحالات، وكثير من الناس يستطيعون أن يغيروا أنفسهم وقد شاهدنا ذلك.
الرياضة الآن فوائدها مثبته لتصحيح مثل حالتك هذه، الإنهاك الجسدي والإنهاك الذهني والنفسي علاجه الرياضة؛ لأن الرياضة تصحح الكثير من المسارات الكيميائية الخاصة بما يعرف بالموصلات العصبية في الدماغ، فالدليل العلمي إذاً قاطع وعليك بالالتزام التامة بممارسة الرياضة، هذه الأشياء التي يجب أن تحرص عليها، ولا بد أن يكون لك أيضاً أهداف في الحياة، الحياة بدون أهداف لا توجد فيها دافعية، والأهداف يجب أن لا تكون واهية يجب أن تكون يدا عليا، وتضع الخطط التي توصلك إلى أهدافك.
أخي: الرفقة الطيبة الصالحة دائماً تحفز الإنسان على كل شيء إيجابي وجيد، فاجعل لنفسك صحبة طيبة.
بالنسبة للأدوية: أنا أعتقد أن السيرترالين بجرعة 100مليجراما يعتبر كافياً -وإن شاء الله- يعتبر دواء شافيا، واستمر عليه بهذه الكيفية على الأقل لمدة 6 أشهر، بعد ذلك يمكن أن تبدأ في تخفيضه.
أما بالنسبة للسلبرايد: فأريدك أن تجعل الجرعة 50 مليجراما في اليوم فقط، ولا داع لـ 100 مليجراما؛ لأنه أيضاً قد يؤدي إلى زيادة في الوزن، قد يرفع هرمون الحليب؛ مما ينتج عنه تضخم في الثديين، أو ما يعرف بالتثدي، وبعض الناس يشتكون أيضاً من صعوبات جنسية حين يكونون على الجرعة الكبيرة، فخفض الجرعة والتزم بتناوله لمدة 4 إلى 5 أشهر، بعد ذلك توقف عنه واستمر على السيرترالين كما ذكرنا، لكن من المهم جداً أن تأخذ الجانب السلوكي والجانب المعرفي والجانب الاجتماعي، هذا علاج أساسي جداً للشعور بالإحباط والإجهاد والإنهاك النفسوجسدي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.