أنا شخص متردد كثيرا وأجد صعوبة في اتخاذ القرارات، فما توجيهكم؟
2017-11-22 02:11:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على جهودكم المباركة في هذا الموقع، أنا مشكلتي في التردد، أنا إنسان متردد كثيراً في حياتي وبصعوبة بالغة جداً أتخذ القرارات، وهذا الأمر يزعجني كثيراً.
أنا الآن مقبل على الزواج، بحثت عن فتاة ذات دين وخلق وأريد أن أتزوجها، صليت استخارة ولكني ما زلت متردداً في الذهاب إلى بيتها لطلب يدها من أبيها، وصرت في حيرة بالغة من أمري، بماذا تنصحوني للتخلص من هذا التردد؟ وكيف أتغلب عليه؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلقد وصفت نفسك في رسالتك أنك إنسان متردد، تجد صعوبة في اتخاذ القرار، والتردد عند الإنسان ينتج غالباً عن ضعف الثقة بالنفس، وقلة التجربة، وقلة الثقافة والاطلاع، فيصعب على الإنسان حينها اتخاذ القرار، لعدم وضوح الرؤية لديه، وعدم قدرته على رؤية أبعاد الموضوع الذي يفكر فيه، ومن ثم يعجز عن اتخاذ القرار.
فصناعة القرار قد تكون من أكثر الأمور التي يستصعبها الكثير من الناس، وكذلك مهارة إدارة الوقت تعتبر من أكثر المهارات التي يحتاج الإنسان إلى إتقانها؛ لأنها مهمة في إدارة شؤون حياتنا، فبعض الأشخاص يعمل ويجتهد ويجد وحين يصل إلى قطف ثمار تعبه يحجم ويبتعد لأنه غير قادر على اتخاذ القرار السليم في الوقت السليم مما يجعل جهده ووقته يضيع سدى.
وقد يكون مرد ذلك يعود إلى ضعف شخصيته، أو خطأ تربوي في صغره؛ فوالداه لم يعوداه على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، فكانا دائما ينوبان عنه في اتخاذ القرار في أبسط أموره الشخصية.
إن عملية اتخاذ القرار تحتاج إلى القيام بعدة خطوات للوصول إلى القرار الصائب والصحيح، لذا أنصحك بالخطوات الآتية:
1 ـ أهم خطوة هي: تحديد الموضوع الأساسي الذي يحتاج إلى اتخاذ القرار وتحليله ومعرفة المشاكل التي تتعلّق به، فأنت ذكرت في رسالتك أنك مقبل على الزواج، وأنك بحثت عن فتاة ذات خلق ودين، وتريد أن تتزوجها، ومع أنك استخرت إلا أنك مازلت متردداً في الذهاب إلى بيتها لطلب يدها من أبيها، فهنا أنت حددت الموضوع.
بداية أنا معك فموضوع الخطبة والزواج ليس بالقرار السهل ويحتاج إلى الكثير من التأني والتفكير، ولكن خطواتك الأولى هي خطوات سليمة مئة بالمئة ألا وهي البحث عن ذات الخلق والدين والاستخارة، فما عليك الآن إلا أن تنطلق إلى الخطوة الثانية ليستريح قلبك ويزول عنك هذا التردد وهي:
2 ـ أن تسأل عن عائلة الفتاة وعن أبيها وإخوانها، وتطلب من والدتك أن تسأل عن الفتاة وأمها، فما سيأتي من أخبار عنهم سيعينك في اتخاذ القرار ويتلاشي التردد الذي لديك إن كانت أخبار خير.
3 ـ ثم ينبغي أن تطلب من أمك أن تزور أهل الفتاة زيارة تعارف، فهذه الزيارة تمهد كثيرا للأمر.
4 ـ عليك بسنة الاستخارة في هذه المرحلة، فإن يسر الله لك هذا الأمر فهذا دليل خير، وإن تعسر فيكون ذلك دليلاً واضحاً على أنه لا خير فيه.
5 ـ أما الانشراح التام وزوال التردد نهائياً فإنما يكون بعد رؤيتك للفتاة والتحدث معها بوجود أهلها وبشروط الرؤية الشرعية فإما أن ينشرح قلبك ويسكن، وإما أن ينقبض ، فهنا يكون اتخاذ القرار أمراً سهلاً بالنسبة لك.
6 ـ التزام الدعاء خلال هذه الفترة وتحري ساعات الإجابة وأحسن الظن بالله، وركز على الجوانب الإيجابية لموضوع الزواج، وأنها انطلاقة لتكوين أسرة صغيرة، حيث الطمأنينة والسكن.
7 ـ وأبعد عن تفكيرك أي تجارب سلبية أو نماذج فاشلة سمعت بها أو مرت معك في حياتك، بل ركز على التجارب الناجحة التي تراها أمامك.
8 ـ أخلص النية في الزواج، وأنك تريد صون نفسك وعفتها عن الحرام، وإنشاء أسرة صالحة كريمة، وأن تربي أطفالاً صالحين .
أسأل الله أن يرزقك زوجة صالحة تقر بها عينك، وأن يوفقك في حسن الاختيار، اللهم آمين.