حالة الخوف التي أعاني منها كيف يتم علاجها؟
2017-12-06 00:06:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من حالة من الخوف الشديد، وسرعة ضربات القلب عند سماع أي خبر سيء، وتأتيني أفكار سلبية وأفكار في المصائب مما يجعلني أدخل في حالة خوف وأتوقع الشر دائما، لا أعرف كيف أفكر في المشكلة من كثرة الخوف وضربات القلب والتفكير في المصائب دائماً!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كثير من الحالات النفسية التي قد يدخل فيها الإنسان تؤدي إلى نشاط في جهازه العصبي السمبثاوي/ Sympathetic واللاإرادي، ممَّا ينتج عنه - كما تفضلتَ - شعور بالخوف، وتسارع في ضربات القلب، هذا من الجانب الفسيولوجي أو العضوي، أما من الجانب النفسي فالإنسان قد يحسّ بالقلق، وبالتوتر، وبالخوف، وبالوسوسة، بالعسر المزاج الشديد، وكذلك بما نسميه بالقلق التوقعي أو الاستباقي.
أيها الفاضل الكريم: الناس تتفاوت في تحمُّلها للمصائب، وهذه هي سُنَّة الله في الناس، لكن في نهاية الأمر حتى الإنسان الذي يهتزّ عند حدوث الأحداث الحياتية الشديدة والتي لا يرغبها يمكن للإنسان أن يُرجع نفسه ويُطوّر نفسه، من خلال المزيد من التوكّل، من خلال القناعة التامَّة أن الحياة فيها ما هو جميل، وفيها ما هو مُحزن، وفيها ما هو مُفرح، وهكذا... والحياة لا يمكن أن تكون على صفة وصيغة أو وتيرة واحدة، وهذه حكمة عظيمة جدًّا، التوازن البيولوجي والتوازن النفسي يقتضي أن تكون هنالك أفراح وأتراح، لابد أن ترتقي بفكرك ومفهومك حول كيفية تحمُّل الأحداث الغير مرغوب فيها.
أخي الكريم: الإكثار من الاستغفار والتسبيح والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعائم عظيمة جدًّا عند وقت الشدة، فاحرص على ذلك، والحرص على الصلاة في وقتها لابد أن يكون ديدن الإنسان.
أمر آخر - أيها الفاضل الكريم -: حاول أن تُشارك الناس مناسباتهم، خاصة الأفراح وكذلك الأتراح، المشاركات الاجتماعية الإيجابية والمتوازنة تؤدي إلى نوعٍ من الانصهار وتثبيت الإنسان وجدانيًا، فاحرص على ذلك، وعليك أيضًا بممارسة الرياضة، وعليك بالإكثار من التواصل الاجتماعي... هذه كلها تجعلك تتخطَّى هذا الذي يشغلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.