سبل إصلاح العلاقة مع الزملاء والتخلص من إيذائهم
2005-05-08 11:52:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مشكلتي أني أشعر أني وحيد ولا أحد يحبني، وإن أحبني خانني، تفاجئت بأن أصدقائي وزملائي وقفوا كلهم ضدي في مشكلة وهم لا يدركون القصة على حقيقتها! أنا كنت مخطئاً، لكن كيف يقفون ضدي وأنا لم أعمل شيئاً، أعني وأنا لم أخبرهم القصة؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، وقال صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه...إلخ"، فزملائي يضعون أشرطة سافلة ساقطة لا يرضاها الله ولا الشرع ولا المؤمنون؛ فأشكوهم لإدارة المدرسة؛ فتصبح معهم مشاكل، فأصبح معظم زملائي لا يثقون بي ويكرهونني، وأصبحت علاقتنا ليست علاقة إخوة، إنما علاقة عداوة وبغضاء؛ لدرجة أن أحدهم قال لي ذات يوم عندما شكوته لإدارة المدرسة قال: "1-0، يوم لك ويوم عليك".
فهل أشكوهم أم أسكت ولا أتدخل؟ مع العلم أني قوي ولا يستطيعون فعل أي شيء معي سواء كان ضرباً أم...، فقط الكراهية والبغضاء، فماذا أفعل معهم؟ كيف أجعل زملائي يحبونني بعد أن خانوني، فلقد أصبحت أحرج من أن أنظر إليهم بعدما علمت أنهم يكرهونني؟ مع العلم أنا كنا رفاقاء وزملاء! وأحس بالضيق في الصدر، وأصبحت لا أطيق الخروج من البيت، فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إحسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاعلم أن الإنسان الإيجابي هو الذي يأخذ بزمام المبادرة في حياته، ويعترف بمسؤوليته الكاملة عن أفعاله وتصرفاته، بينما يتأثر الإنسان السلبي بالظروف المحيطة، وبآراء الناس فيه، ويشقى إذا انتقده أحدهم، وليس معنى الإيجابية أن تكون هجوميا، أو لحوحا عند تعاملك مع الآخرين، بل يكون تفكيرك مقداما؛ فتؤثر في الناس، وتتأثر بهم.
يجب أن تعرف أنه إذا كان لديك اعتقاد بالثقة بالآخرين، فإنه بالتالي تتولد مشاعر إيجابية للتقريب بينك وبينهم، فحاول أن تبعد عن نفسك الغضب وحمل الحقد على الآخرين، وتعلم أسلوب الحلم وأن تعفو عمن ظلمك.
واسمع ـ أخي الفاضل ـ إلى وصية النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوصي معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: "يا معاذ، أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورحمة اليتيم، وحفظ الجوار، وكظم الغيظ، ولين الكلام"، فكظم الغيظ ولين الكلام أسلوب يجعل غيرك ينقاد لك ويسمع لك، فأنت عندما تتكلم بنبرة هادئة لينة لن تهدئ الآخر فحسب، بل ستحمي نفسك من الوقوع في براثن الغضب أيضاً.
واعلم أن الاعتذار حتى عند الخطأ يبدو صعباً على معظم الناس، ولكن حين تكون مخطئا عليك أن تعتذر وتعترف بخطئك بسرعة، وأنا لا أعرف طريقة تبدد الغضب أسرع وأفضل من الاعتذار الذي نوجهه لمن جرحت أحاسيسه.
حاول ـ أخي ـ أن تدفع بالتي هي أحسن مع غيرك، فالكلمة الطيبة واللمسة الحانية لها أثر سحري في النفوس، فهي تحول العنيد وديعاً وتقلب العدواة محبة والسيئة حسنة، والمعاملة الحسنة تعتبر من الأساليب الإقناعية الناجحة، لما لها من أثر جيد في لين الطرف الآخر وإقناعه، فهي تدخل شغاف القلب وترققه، وتعمق المشاعر، وترطب الفكر، وترضي السمع، وتشد الانتباه.
أما بالنسبة لتقديم الشكوى عليهم إذا استطعت أن تحل الأمر بنفسك وتنصحهم دون أن تكلم إدارة المدرسة فهذا أفضل، وإذا كان الموضوع خطيراً ويحتاج إلى إبلاغ الإرادة، فحاول بأسلوب لبق أن توصل الخبر إلى الإدارة بعد أن تتأكد منه، ودون أن تجرح مشاعرهم.
وحاول أن تخرج من عزلتك وتجالس زملاءك وتفهمهم أن الأمر لا يحتاج كل هذه المقاطعة، وصارحهم بمحبتك لهم، وأنك لا تريد أن تؤذي أحداً منهم، بل أنت تريد مصلحة الجميع، وعليك أن تطلب من الله تعالى السداد والعون، وأن يوفقك في عملك هذا، فهو القادر على كل شيء.
وبالله التوفيق.