أعاني من نوبات الهلع والخوف من الذبحة الصدرية والموت .. ساعدوني.
2018-01-09 01:08:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى الرد على سؤالي لأن حياتي تدهورت تماما.
عمري 18 سنة، أدرس في الجامعة وألعب كرة القدم، كنت أعيش حياة رائعة، وقبل شهر و 10 أيام من الآن، ذهبت للصيدلية لأشتري الدواء لأبي، وهناك صعدت على آلة قياس الوزن، ولم أعلم أنها تقيس الضغط، وظهر الضغط 15، مع العلم أنني مشيت كثيرا قبل الوصول للصيدلية.
حينما ذهبت للصيدلية لم أفكر بأنني مريض، وأخافني الصيدلي، ذهبت للنوم وأنا خائف، وظننت أنني سأصاب بالشلل وأموت، وفي الصباح قست الضغط، وكان 13 / 7.
ذهبت للطبيب ومن شدة الخوف من الطبيب وجدنا الضغط مرتفعا 17/9، ومنذ تلك اللحظة دخلت في دوامة غريبة، أجريت جميع التحاليل والتصويرات، وأخذني أبي عند واحد من أفضل أطباء القلب في الجزائر، ونصحني بإجراء إيكو القلب، وظهرت النتائج سليمة تماما، ولا يوجد أي إشارة للضغط العالي.
لم أقتنع بكلام الطبيب، وأعيش في ضغط نفسي كبير، أوشكت أن أصاب بالجنون والانتحار، وصرت أستخدم الأدوية المهدئة، وعند سماع أي كلام حول ضغط الدم أخاف، وعند رؤية تلك الآلة أصبح كالأهبل.
تطورت الحالة وأصبت بنوبة هلع في يوم من الأيام، وظننت بأنها نوبة قلبية، وعانيت بعدها من ضيق التنفس لمدة ثلاثة أيام وأكثر، عند المشي لخمس خطوات أشعر بأنني لعبت مباراة كاملة، وعانيت بعد النوبة من آلام حادة في الصدر والكتف الأيسر.
ذهبت إلى الطبيب النفسي، وصف لي دبريتين وسيرمونتيل، ونصحني بعدم الذهاب لأي طبيب آخر، وأنا اقتنعت بكلامه وتحسنت حالتي، وبعد أيام فكرت بالنوبة القلبية بعد مشاهدتي لفيديو يتحدث عن رياضيين ماتوا على أرض الملعب، وقرأت عن أعراض النوبة، وشعرت بأنني أعاني منها، فأصبت بحالة هلع أخرى، ونوبات متتالية، وكنت أنتظر الموت.
أخذني أبي مرة أخرى لطبيب القلب ليطمئنني، وفحصني مرة أخرى، وقال لا يوجد شيء وسبب ما أعانيه التوتر والخوف، لأنني كنت أعاني من آلام دائمة في الجهة اليسرى ووخزات، وأشعر بالغثيان دائما في الصباح وبعد الأكل، وأعاني من آلام في أعلى البطن، ودوخة، وأشعر بأنني سأفقد الوعي.
بعد يومين كنت أقيس الضغط وكان 13.6/ 7، وشعرت بالقلق في المنزل، وارتفع الضغط وسخن رأسي، وشعرت بحرارة غير عادية، فبدأت أمي تعاني من آلام القلب أيضا، وأخذها أبي عند طبيب القلب وذهبت معهم، وفحصني الطبيب مجددا، وأخبرني بأن قلبي سليم جدا، وأخبرتني والدتي بأن معاناتي بسبب التوتر والخوف، هدأت نفسيتي وذهبت الوخزات لكنني بقيت أعاني من الضعف في الجهة اليسرى.
بشكل مفاجئ أصبحت أفكر بالذبحة الصدرية، ورأيت بأن أعراضها موجودة لدي، وبدأت بالخوف والتوهم، وذهبت عند الممارس العام من العائلة، وأخبرني بأنني أتوهم، وطلب مني العودة لممارسة الرياضة والدراسة.
قام الممارس العام بقياس الضغط، ووجدناه 12/7، وأنا ما زلت أعاني إلى الآن من آلام صدري ويدي اليسرى، وهي آلام تنتشر إلى الظهر من الخلف، وأحيانا تكون حادة وتفشل يدي.
دكتوري الفاضل: هل يمكن أن أعاني من الذبحة الصدرية؟ لأنني قرأت بأنها تأتي من ضغط الدم المرتفع، وأنا عانيت لمدة شهر أو أكثر من الضغط المرتفع والقلق والخوف، أم أنها أعراض نفسية? مع العلم أنني منذ أن مرضت بتاريخ 26 أكتوبر، لم أذهب يوما للدراسة أو لعب كرة القدم، وأصبحت سجين المرض، ونقص وزني 10 كلغ.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fateh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعراضك هي أعراض نفسية مائة بالمائة، التخوف من الذبحات القلبية والجلطات أصبحتْ ظاهرة شائعة بكل أسف، نحن في زمانٍ قلَّتْ الطمأنينة فيه، وأصبح خوف الناس من المرض وخوف الناس من الموت كثيرًا، وموت الفجأة أيضًا قد كثر، وهذا ربما يكون عاملاً تسبَّب في شعور بعض الناس بهذا الشعور الذي تشعر به.
أرجو أن تطمئن تمامًا –أيها الفاضل الكريم– وضغط الدم لديك طبيعي، هذه التقلُّبات والتذبذبات البسيطة من ارتفاع وانخفاض واعتدال في ضغط الدم هي أمرٌ طبيعي جدًّا، ونراها وسط الناس القلقين أو المجهدين نفسيًا أو جسديًا.
عش حياتك بقوة، عشها بتوكّل، اسأل الله تعالى أن يحفظ، وأنت رجل رياضي، والرياضة حقيقة مفيدة جدًّا للصحة النفسية والجسدية، وهي من شروط الصحة الجسدية والنفسية الصحيحة، فأنت على المسار الصحيح.
اصرف انتباهك تمامًا، بأن تشغل نفسك في دراستك، بأن تكون متواصلاً اجتماعيًا، بأن تنظم وقتك، بأن تنظر للمستقبل برؤيا إيجابية، وأن تضع برامج وخطط لتوجيه حياتك المستقبلية.
لابد أن تقوم بإزاحة هذا الفكر النفسي السلبي تمامًا، وذلك بأن لا تدع مجالاً أبدًا للتشكك والتخوف والفراغ، لأن الفراغ الزمني والفراغ الذهني كثيرًا ما يؤدي إلى هذه التخوفات.
ونصيحة خاصة جدًّا، هي: أن تحرص على أذكار الصباح والمساء، أذكار الصباح والمساء على وجه الخصوص ذات قيمة علاجية عظيمة جدًّا لدرء المخاوف والتخلص منها، وقطعًا احرص على صلاتك، فالصلاة هي مفتاح الفرج وهي الفلاح في الدنيا والآخرة، وفيها إزالة الهموم والكرب، وهي التي تُريح النفس، وقد كانت قُرة عين النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان يقول لبلال: (أرحنا بها يا بلال)، وبر الوالدين أيضًا ينزل عليك طمأنينة كبيرة جدًّا.
أنصحك ألَّا تتردد على الأطباء كثيرًا، ابتعد تمامًا عن التردد على الأطباء.
أنا لا أراك حقيقة محتاج لأي علاج دوائي، لكن إذا غلبت عليك الأعراض واصل مع طبيبك النفسي، وعقار مثل الـ (سبرالكس)، والذي يُسمَّى (استالوبرام)، بجرعة صغيرة هو من أفضل الأدوية التي تزيل المخاوف.
إذًا حالتك حالة نفسية، وأعراضك أعراض نفسوجسدية، لا علاقة للموضوع بالذبحة القلبية أو الذبحة الصدرية، اسأل الله تعالى أن يحفظك، وعش الحياة بصورة طبيعية وإيجابية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.