كيفية التعامل مع الصديقة التي تفرض سيطرتها وشخصيتها على صديقاتها
2005-05-23 13:28:08 | إسلام ويب
السؤال:
أنا لي صديقة معي في الفصل تريد أن أحبها وأكلمها وأمشي معها لمفردها، وتحب عندما أريد أن أفعل شيئاً ما أن أستأذن منها! ولكن أنا أشعر أنها تحاول أن تفقدني شخصيتي، ولكن أنا لا أحب ذلك.
والآن نحن متخاصمتان، وكانت عندما تراني أمشي مع زميلة لي تغضب وتثور، وأبوها متوفى، ودائماً تحسسني أنهم أغنى منا، ولكن أنا أشعر بذلك لأن الله يسترها معنا جداً، وهي أيضاً بها غل وأنانية، وأبوها متوفى ولكن أمها وأخواتها على قيد الحياة، وباقي الفصل يشعر نفس شعوري، وأنا مخاصمة لها، فماذا أفعل معها لكي أبعدها عن الغرور والأنانية؟ أفادكم الله.
السؤال الثاني هو:
ما هي الطرق التي نفعلها لكي نعلم الحرامي الأمانة؟ وما الطرق التي أفعلها لكي أحبب الناس في؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن الفتاة المسلمة تحب الخير لأخواتها وزميلاتها، وتحرص على معاملة الجميع بما يرضي الله، ولا بأس من اختيار صديقات ناصحات صالحات، وذلك لأن الإنسان لا يستغني عن الأخيار.
وإذا كانت هذه الزميلة مصلية، ومطيعة لله فإننا نتحمل منها تصرفاتها السلبية؛ لأنه لا يوجد إنسان إلا وعنده عيوب، ومن خلال صداقتك لها تجتهدين في نصحها وبيان جوانب النقص بأسلوب طيب مع الحرص على أن يكون ذلك سراً وفي أوقات مختارة، ولا داعي للخصومات؛ لأن المسلمة لا تهجر أختها أكثر من ثلاثة أيام؛ لأن الشيطان هو الذي يفرح عندما نختصم مع بعضنا، وأرجو أن تسارعي إلى مصالحتها بالأمور التي تضايقك واجعلي ذلك بعيداً عن أعين الزميلات وسمعهم.
وليس من الصواب أن نتهم الناس بأنهم أنانيون، وعندهم غل وحسد، وتجنبي الكلام عن هذه الأخت في غيابها فإن ذلك مما يغضب الله، وابحثوا لها عن عذر فربما كان عندها مشاكل أو ظروف خاصة، فالأصل أن نساعدها على تجاوز أزمة اليتم، وسوف نتمكن – بإذن الله - من إصلاحها إذا صدقت نيتك وتوجهت إلى الله بصدق فإنه يجيب من دعاه ويوفق من سار على نهجه ويهديه.
واعلمي أن الصداقة الناجحة تبنى على ما يلي:
1- الإيمان والخوف من الرحمن.
2- أن تكون الصديقة من نفس العمر أو قريباً منه.
3- أن تكون الصديقة مؤتمنة على الأسرار.
4- أن لا تبنى الصداقة على الشكل أو الملبس أو طريقة الحياة.
وأرجو إصلاح علاقتك معها حتى تتمكني من نصحها، وتحاولي إرشادها إلى صفات الخير كالتواضع والإيثار، وأرجو أن تتمسكي في نفسك بهذه الصفات فإن هذا هو أقصر طريق في التأثير على الآخرين، والأمر يحتاج إلى صبر فإن الأخلاق السيئة لا تتغير بسهولة، ولكن بالتدريب والمحاولة ومجالسة أهل الخير ومعرفة فضل حسن الخلق.
وإذا أردنا أن نعلم الإنسان الأمانة، فإننا لابد أن نكون أولاً أمناء، وأن نبين له فضل هذه الصفة، وأن نعرف الأسباب التي تدفعه للسرقة، وأن نذكره بعقوبة السارق، وأن نوفر له ما يحتاج إليه.
واعلمي أن الناس يحبون من يحسن إليهم ويحترم مشاعرهم، ويستخدم معهم الكلمات اللطيفة ويساوي بينهم في المعاملة ولا يغتابهم أو يحسدهم أو يظلمهم.
وأحسن طريق يصل بها الإنسان إلى محبة الناس هي طاعة الله تبارك وتعالى لأن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف ما شاء وإذا أحب الله عبداً نادى في أهل السماء إني أحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يلقى له القبول والمحبة في الأرض قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا))[مريم:96].
والله ولي التوفيق والسداد!