الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي إن شاء الله حالتك بسيطة جداً، وأنت لديك شيء من القلق التوقعي مع بعض المخاوف السواسية، وحالتك نعتبرها حالة بسيطة وليست مرضية، إنما هي ظاهرة، -والحمد لله تعالى- أنت مجتهد جداً في مقاومة هذا الفكر الوسواسي والقلقي، وهذا هو خط العلاج الصحيح، التجاهل التام، المقاومة، صرف الانتباه من خلال عدم ترك فراغ واستثمار الوقت بصورة صحيحة.
أهم شيء أخي الكريم أن لا تخاطب الوسواس، أن لا تدخل في تحليلات، الوسواس والمخاوف كثيراً ما تطرأ علينا أسئلة تشاؤمية جداً، والإنسان إذا استرسل وحاول أن يفسر ويشرح ويخضع هذه الأفكار لشيء من المنطق سوف تزداد وتتأصل بصورة أكثر قوة وشدة، أما من يتجاهل ويحقر فإن شاء الله تعالى يتقلص هذا الفكر الوسواسي تدريجياً إلى أن ينتهي.
سيكون من الجيد جداً لك كوسيلة علاجية سلوكية بجانب التجاهل أن تطبق بعض التمارين الاسترخائية، تمارين الشهيق والزفير، والتنفس المتدرج، وشد العضلات وقبضها، مع شيء من التأمل الاسترخائي فائدتها كبيرة جداً، إسلام ويب لديها استشارة رقمها
2136015 أرجو أن تطلع عليها وتتمرن من خلالها على كيفية تطبيق هذه التمارين.
الحمد لله مشروعك الدراسي مشروع جيد، وأسأل الله تعالى أن يوفقك وأن تتحصل على درجة الماجستير ومن ثم الدكتوراه دون أي عوائق، هذه الدافعية الممتازة نحو التعليم في حد ذاتها سوف تساعدك كثيراً في ذهاب الأعراض السواسية، وسيتحول الخوف والقلق -إن شاء الله تعالى- إلى خوف وقلق إيجابي، وهذا هو الذي ننشده لك.
عليك بالصلاة في وقتها، عليك بالدعاء خاصة أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، وورد يومي من القرآن، هذا فيه خير كثير لك، وسيزيل عنك الخوف -إن شاء الله- خاصة الخوف المرضي من الموت، الموت يجب أن نخاف منه شرعياً، لكن لا نخاف منه مرضياً.
من المهم ممارسة رياضة يومية أو على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع فهي ذات فائدة كبيرة لك، وعليك أيضاً أن تحسن من تواصلك الاجتماعي، بناء النسيج الاجتماعي الجيد فيه فائدة كبيرة جداً.
بالنسبة للأدوية: أنت لست محتاجا لدواء أساسي أو دواء تتناوله بانتظام، لكن لا مانع أن يكون معك أحد مضادات القلق، عقار مثل الدوجماتيل، والذي يسمى سلبرايد بجرعة 25 مليجراما، أو عقار فلوبنتكسول والذي يسمى فلونكسول بجرعة نصف مليجرام، أي منهما يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أيام مثلاً حين تأتيك نوبة قلق، ومن ثم تتوقف عنه سيكون كافياً جداً بالنسبة لك.
هذه أدوية بسيطة وسليمة، وأنت أصلاً لن تحتاج لها لمدة طويلة أو بجرعات كبيرة، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل والثقة في إسلام ويب.