أثر الصديقات في عقد العلاقات بين الجنسين
2005-06-01 11:09:57 | إسلام ويب
السؤال:
أنا طالبة لدي شقيقة تكبرني في العشرين من عمرها، قد من الله علينا بأن هدانا إليه، ولكن هناك أمور مازالت تؤرق هداية شقيقتي، فهي في السابق كانت تتحدث مع أحد الشباب بعد أن قامت صديقة لنا من العائلة بتعريفها إليه بحجة رغبتها في الجمع بينهما في إطار الزواج، ولكني لم أرض بحدوث هذا فمنعتها من التحدث معه عن طريق محادثتها عن العواقب، فوافقت على التوقف عن التحدث معه، ولكن للآن لم يحصل شيء في موضوع الخطبة والزواج، وهي متعلقة به الآن، وتنتابها وساوس من الشيطان بأن تعاود إرسال الرسائل بالهاتف النقال إليه، ولكنها تخبرني أولاً وأحاول أنا بدوري إحباط العملية.
بعد مدة علمت من صديقتنا (ابنة أخت الشاب) أنه لا ينوي الزواج، وربما يتزوج من فتاة أخرى، وحين فاتحوها بموضوع: أن تحاول الجمع بين شقيقتي وذاك الشاب، قالت: حاولت وتبين أنه ليس هناك نصيب، ولكنها لم تحل المشكلة مع أختي مع أنها هي التي ورطتها بهذه العلاقة، ولم تخبرها هي بموضوع عدم تفكيره بالزواج منها مع أنها كانت مصرة على أن تجعلهما يتحدثان مع بعضهما رغم معارضتي للموضوع، ولم أخبرها أنا بما سمعت خوفاً على مشاعرها.
إننا نعلم مسبقاً أن والدي لن يوافق عليه إذا تقدم لها؛ لأنه يدخن السجائر، وهو غير ملتزم كثيراً، مع علم شقيقتي بالموضوع إلا أنها ترغب بمساعدته بترك التدخين والالتزام عن طريق إرسال رسائل ورقية وأشرطة دينية مع صديقتنا لأنها لا تريده بهذه الحالة هي أيضاً، ومع ذلك تعارض نفسها بنفسها بأنها تريده في قلبها، ولكني لا أشجعها على الموضوع، كيف أساعدها بنسيانه مع أنها مصرة على الأمر؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فهنيئاً لكما بهداية الله، وبشرى لكما بتوفيق الله، وأرجو أن أذكرك بأن الله يفرح بتوبة عبده ( أو أمته ) حين يتوب إليه فسبحانه من إله رحيم غفار للذنوب قال تعالى: (( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ))[طه:82].
ولا شك أن التخلص من آثار الماضي من علامات صدق التوبة فلابد للتائبين من تكوين علاقات جديدة وتهيئة بيئات نظيفة كما جاء في الحديث (انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أقواماً يعبدون الله تعالى فاعبد الله تعالى معهم ولا تجلس في أرضك فإنها أرض سوء).
وإذا لم يتخلص الإنسان من آثار المعاصي فإن الشيطان يدعوه إلى العودة ويذكره بالماضي، ويزين له الاحتفاظ بآلات المعصية والاتصال على أهل الغفلة، خاصة إذا كان ذلك الشاب لا ينوي الزواج، ولا يفكر في التوبة بل لعله لا يرغب في الزواج من هذه الأخت، وإنما هو سفيه يريد أن يعبث بالعواطف حتى يصل إلى غاياته السيئة، والمرأة العاقلة إذا عرفت أن الشاب يرغب فيها وكان صاحب دين وصلاح تدعوه إلى أن يأتي البيوت من أبوابها وتدله على مكان أبيها وعنوان أخيها وعند ذلك يتبين الصادق من الكاذب المخادع، وهذا الذي أرادته الشريعة حفاظاً على حياء المرأة ومكانتها من أجل أن تكون مطلوبة لا طالبة، ولا شك أن الرجال أعرف بالرجال، وأهل الفتاة هم أحرص الناس على مصلحتها.
وأرجو أن تخبري هذه الأخت بحقيقة الرجل وبعدم رغبته في الزواج منها وبأن الأهل لا يقبلون بذلك الشاب حتى لو طلب يدها بطريقة رسمية، ونحن من جانبنا لا ننصح الفتاة بالزواج من شاب كانت لها معهم علاقات مشبوهة من وراء أهلها إلا إذا تاب وصدق في توبته وصحح أخطاء الماضي وحرص على بناء علاقات جديدة في حدود الشريعة وتحت سمع الأهل وبصرهم.
ولابد أن نعلم أن الشيطان الذي زين ودفع لتلك العلاقات المشبوهة بالأمس سوف يأتي بعد الزواج ليشكك الرجل في صدق ووفاء هذه المرأة التي خانت أهلها بالأمس ويوسوس للزوجة ويقول لها هذا الرجل الذي توسع معك في العلاقات المحرمة وكان يحادثك في الخفاء ما المانع في أن تكون له علاقات كثيرة مع أخريات؟ ويظل هذا العدو ينفث وينفخ حتى يحيل الحياة الزوجية إلى جحيم لا يطاق.
ولا تستطيع الفتاة أن تسعد مع رجل لا يرضاه أهلها وهو مع ذلك عنده معاصي ومخالفات، وإذا لم يصدق في توبته ورجوعه فلا خير فيه، وكثير من الشباب يختار الطريق الذي تريده خطيبته فإذا نال بغيته ظهر على حقيقته وعاد إلى المعاصي فيحصل عند ذلك الندم.
والله ولي التوفيق السداد!