كيف نوفق بين رغبة الأب وأبنائه في تحديد موعد استعمال الانترنت؟
2018-05-15 04:47:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
بارك الله فيكم على جهودكم التي تقومون بها.
مشكلتنا هي عدم وجود توافق في الرأي بين الأب والأولاد في استعمال الانترنت، حيث إن الأب يريد أن يطفئ الانترنت على الساعة العاشرة ليلا (بعد صلاة العشاء بساعتين) وتشغيله بعد صلاة الفجر، أما الأولاد (الأول يدرس في الجامعة وعمره 19سنة، والثاني يدرس أيضا في الجامعة وعمره 20) يريدون أن يستخدموا الانترنت في الليل والسهر إلى ساعات متأخرة، وهذا الاختلاف يؤدي إلى حدوث مشاكل وتخاصمات بين الأب والأولاد، والأب قد تعب كثيرا من هذا الأمر.
من فضلكم ما رأيكم؟ والحل المناسب في هذا الموضوع، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ينبغي للأولاد أن يتحاوروا مع أبيهم حوارا هادئا ووديا، وليكن في غاية من خفض الجناح وتفهم رأي الوالد ووجهة نظره، ولا بد من تحين الوقت والمكان المناسب للحوار معه، وكلما كانت نفسيته جيده كان الحوار مثمرا بإذن الله تعالى.
أنتم بين تحقيق مصلحة ودرء مفسدة، فالمصلحة هي بقاء الإنترنت مفتوحا للصبح، والمفسدة غضب والدكم، ولذلك فمن القواعد الشرعية تقديم درء المفسدة على جلب المصلحة.
أقترح عليكم أن تشركوا والدتكم في الحوار بعد إقناعها بأهمية إبقاء الإنترنت مفتوحا ولو لبعض الساعات وذلك من أجل المذاكرة، ولا شك أن شفاعتها عند أبيكم سيكون لها وقع كبير كونها زوجته ومهوى فؤاده، ولذلك فشفاعتها ليست كأي شفاعة، يقول الإمام عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله:
ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا ** مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا
أنصحكم بحسن استخدام الإنترنت فهو نعمة من نعم الله فلا تقلبوها إلى نقمة، وعليكم بالابتعاد عن المواقع المحرمة، ومراقبة الله سبحانه وتعالى.
والدكم لم يمنعكم منعا كليا من استخدام الإنترنت، وإنما أراد أن يقنن ذلك ولديكم وقت كاف من الصبح إلى الليل، لكن إن تعللتم أنكم في الصباح تكونون في الجامعة، فالذي أقترحه أن يكون هنالك توسط في الأمر فتتفقون مع والدكم أن يغلق الإنترنت أن يمدد المدة ليلا إلى الثانية عشر، فإن أبى فإلى الحادية عشر ليلا.
يمكنكم أن تجعلوا المذاكرة الليلية لما لا تحتاجون فيه إلى الإنترنت، وتجعلون ما تحتاجون فيه إلى الإنترنت لما بعد عودتكم من الجامعة فذلك وقت كاف، سددوا وقاربوا وأنا على يقين أنكم بالكلام اللطيف الذي يحرك عاطفة الأبوة في قلب أبيكم ستأخذون حاجتكم وزيادة، فليس هنالك أحد يريد لكم الخير أكثر من نفسه غير أبيكم.
عليكم بالتضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى في حال سجودكم، وتسألوا الله سبحانه أن يلين قلب والدكم، وأن يجنبكم ما يسخطه، ويرزقكم مراقبته في الغيب والشهادة.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لكم التوفيق.