أميل إلى الوحدة وأتألم لفراق أخي المنتحر، هل هي الكآبة؟
2018-03-26 01:42:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة في 17من عمري، لا أعلم كيف أبدأ، لقد تغير كل شيء في وقت لا أذكره، لقد تغيرت كثيرا، أصبحت أميل للوحدة، لا أريد الجلوس إلى أحد، لا أريد الاستماع لأحد، أنا من الخارج شخصية لطيفة ومليئة بالطاقة، وأحاول المساعدة قدر الإمكان، لقد تغيرت، لم أعد أهتم لأي شيء، كل شيء ممكن حتى أسوأ الأشياء، يمكنني توقع كل شيء، أشعر أنني جامدة، صخرة، شيء كهذا، إنني لا أرتاح، أشعر بالاختناق أحيانا، قلبي يؤلمني بشكل يومي، حتى منظم الضربات لا يفيدني، أوجاع في جسمي ليس لها سبب.
أجريت العديد من الفحوصات كلها سليمة، السبب إذا نفسي، إنني أعاني كثيرا، أتألم، أتمزق، روحي تحتضر، لا أهمية لشيء، لا يفرحني شيء، أشعر بوحدة رهيبة، كأن العالم فارغ.
أريد شيئا يحتويني، الأفكار التي تهجم علي تخنقني، أفكار مزعجة بشعة مؤذية تسيطر على عقلي، أشعر بالذنب حيال كل شيء، حتى آلام الناس تسكب في جسدي، أشعر أنني السبب، لا أحد يهتم لأمري، أشعر بالغربة عن نفسي، أكره كل شيء، كل شيء بات تافها، لا طعم للحياة.
لقد وصل الأمر إلى حد التفكير بالموت، لكن الانتحار حرام، وإلا فما أسهل أن تتخلص من حياتك، مرت شهور وأنا على هذا الوضع، كل يوم أزداد سوءا، هل هو الاكتئاب؟ إنني أزداد ذبولا كل يوم، أنا في المرحلة الأخيرة من الثانوية، وذلك يع,قني عن الدراسة، إنني متفوقة ويجب أن أدرس بجد، أشعر بشيء يقيدني يخنقني، يؤلم قلبي بشدة.
أشتاق كثيرا لأخي الذي مات بالانتحار بسبب اكتئابه، إنه مثل ظلي، أشتاق له حد الموت، لقد كان ملاكا، كان يقدم الحب لهذا العالم، كان يتألم كثيرا، رغم ذلك كان يعمل بجد، كان يصارع المرض 7 سنوات، كان مصابا بالاكتئاب، وها هي نهايته، هو أكبر مني 10سنوات، أود أن أسافر إليه، أنا مثله أحترق بصمت، لا أملك أي شيء لمساعدة نفسي، الكل قساة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
رسالتك واضحة جدًّا، وتجد مِنَّا -إن شاء الله تعالى- التعاطف والمؤازرة والمساندة، وفي مثل عمرك هذا تحدث تغيرات نفسية كثيرة مرتبطة بالتغيرات البيولوجية التي تحدث في مثل هذه السن، والذي لديك هو أعراض نسميها بعدم القدرة على التكيُّف، وهي ذات طابع اكتئابي، وربما يكون فيها شيء وسواسي، حيث إنك ذكرت أنه توجد أفكار مزعجة بشعة، مؤذية، تُسيطر على عقلك، أحيانًا يكون الفكر الاكتئابي بهذه الكيفية، وكذلك الفكر الوسواسي.
أيتها الفاضلة الكريمة: الحياة طيبة وجميلة، و-إن شاء الله- ما بك يزول، كوني أكثر تفاؤلاً، و-الحمد لله تعالى- أنت متميزة في دراستك، وأنا متأكد أنه لديك الكثير والكثير الذي يجب أن تتمسّكي بالحياة من أجله، والانتحار مصيبة عظيمة، لا تفكري فيه أبدًا، هذا لا يشبهك، أنت أفضل من ذلك، حياتك أفضل من ذلك، {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا}، وفي هذا السياق أسأل الله تعالى أن يغفر لأخيك، وأن يوسّع له في مرقده، وأن يغسله بالماء والثلج والبرد، وأن ينقيه من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس.
قولك بأنك تودين أن تسافري إليه، الإنسان لا يتمنى الموت، بل اسألي الله تعالى له الرحمة والمغفرة، وتصدقي حتى ولو بالقليل في ثوابه -إن شاء الله-، وأن تتمسكي بالحياة، وكوني قوية جدًّا.
أنا أدعوك لتنظيم وقتك، وممارسة شيء من الرياضة، والحرص على النوم الليلي المبكر، وبر والديك، والاندماج الاجتماعي مع صديقاتك وحتى الدراسة معهنَّ، هذا يفيدك كثيرًا.
وأريدك أن تذهبي إلى طبيب نفسي، لأن أحد مُحسِّنات المزاج سيفيدك كثيرًا، عقار مثل (زولفت) سيكون رائعًا ومفيدًا جدًّا بالنسبة لك، فأرجو أن تذهبي إلى الطبيب، وحتى إن لم يوجد طبيب نفسي أي طبيب أسرة أو باطنية يستطيع أن يُشخَّص حالتك هذه، ويكتب لك الدواء المناسب، وأنا أرى أن الزولفت دواء رائع وسوف يفيدك كثيرًا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.