موقف الأخت من محادثة أختها لشاب في ظل حزن الوالدين من فعلها
2005-06-05 09:43:10 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله.
أنا طالبة في الأول الثانوي، عندي 6 أخوات وأخ واحد، كنا عائشين في سعادة لكن جاء يوم ضياع السعادة عندما عرفنا أن أختي الكبرى تكلم شاباً بواسطة رفيقة سوء، ولم أخبر أبي لأنه مريض بالسكري، واستمررنا مع هذا الحال، وبعد مرور 4 سنوات زاد الأمر سوءاً أن رسالة جاءت من شخص مجهول فيها فتك للعرض لأختي مبالغة، مع العلم أنها كانت تتواصل مع الشاب عبر الهاتف فقط، وأصبحت مشكلة، ثم أخبرنا أبي وها نحن نحلها.
أريد أن أعرف كيف أتصرف مع أمي وأبي لأخفف عنهما لأنهما حزينان جداً؟ وكيف السبيل لهداية أختي؟ ومع العلم أنها قالت: إنها لم تعد تكلم الشاب، فهي مشهورة بالكلام العجيب لكن لا تفعل، كيف أحمي أخواتي الصغيرات من عباراتها قبل فوات الأوان؟ وانصحني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجنبك وأهلك وأخواتك الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فاسمحي لي أن أقول لك بأنك أخطأت عندما علمت بتصرف أختك ولم تخبري والدتك من أول الأمر؛ إذ إنه كان من الممكن مُعالجة الأمر وهو ما زال في بدايته، أما الآن وقد تمرست وعاشت تلك السنوات في هذه الحال فإن الأمر أصبح أكثر سوءاً، وخوفك على الوالدين كان مجرد وهم؛ لأن هذا هو دورهم الواجب عليهم القيام به، وهما قطعاً لا يعلمان الغيب، لذا كان من الواجب عليك إخبارهما بمجرد علمك بذلك، لأنهما أقدر منك على معالجة الأمر لما لديهما من خبرةٍ ورحمة وشفقة وحرص على سمعة أولاهم، وهما قادران على تخطي هذه المشكلة بمجرد اطمئنانهما على سلوك أختك.
ولا مانع من التخفيف عليهما بالكلام الطيب بين الحين والآخر، وطمأنتهما بأن الوضع قد تحسن، وأن أختك قد تغيرت، ثم حاولي كذلك مع أختك بعدم تأنيبها أو توبيخها، وإنما بالوقوف معها، وإشعارها بأنك معها وفي صفها، وساعديها في اتخاذ قرارٍ صائب، قفي معها في مواجهة هذه العلاقات المحرمة، وشدي على يدها حتى لا ينفرد بها هؤلاء الشياطين فيفسدوا عليها دينها ودنياها، ولا مانع من أن تسمعا معاً شريطاً إسلامياً هادفاً، أو تقرءا معاً كتاباً أو كُتيباً إسلامياً أو قصة واقعية مؤثرة، وكم أتمنى أن تصحبيها معك إلى حلقات العلم ومجالس الذكر، وأن تساعديها في التعرف على أخواتٍ صالحات، حتى ولو أن تنخرط في عملٍ اجتماعي هادف تقضي فيه أوقات فراغها، ضعي معها برنامجاً لقراءة القرآن الكريم يومياً، واجتهدي في أن تصليا معاً الفروض جماعة، وحافظا معاً على أذكار الصباح والمساء، وافتحي أمامها أبواب التوبة، وأشعريها بأن الله يحبها ويفرح بتوبتها وعودتها إليه، واطلبي من والديك كثرة الدعاء لها، والاجتهاد في إحسان معاملتها؛ حتى لا ترتمي في أحضان الشيطان، وعليك أنت كذلك بالدعاء لها أمامها وبظهر الغيب، وأنا واثقٌ من قدرتك على مساعدتها حتى تتجاوز هذه المحنة في القريب العاجل -إن شاء الله-.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق في مهمتك، ولأختك بالهداية والاستقامة.