الصفات السيئة في الخاطب وأثرها في الزواج مستقبلاً
2018-04-16 01:37:56 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة أبلغ 20 سنة، أحببت شابا جدا إلى درجة الهوس، لأنه كان حنونا معي، وهو أيضا يحبني، وأهلي لا يعلمون بذلك سوى أمي، وهو ابن خالي، لكني اعترفت بمقدار ذنبي ومعصيتي لله وخيانتي لأهلي فتركته لأجل الله.
جاء لخطبتي، لكن أمي رفضت بحكم أنه سكير، وعمله يذهب فقط في الكحول، لكن أخاف أن أفقده، وبت حائرة هل أدعو الله أن يرزقني إياه في الحلال، أم أدعوه بالزوج الصالح وأن يختار لي فيما هو خير لي، فأنا تركت الحديث مع الشباب نهائيا بعد العلم بعظم ذنبي.
أنا مشوشة ومشتتة، أرجوكم ساعدوني، وأجركم على الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الواثقة بالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك ابنتي الكريمة وردا على استشارتك أقول: أنت فتاة عاطفية لدرجة كبيرة، وتفكرين بالعاطفة وليس بالعقل، وهذا بدون شك سيجرك لمشاكل كثيرة في حياتك، فعليك أن تفكري بشكل جيد، وتعملي العقل وتنظري في مآلات الأمور، فأنت لازلت في عمر الزهور، فإياك أن تتعجلي في اختيار الزوج، وعليك أن تكوني متأنية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (التأني من الله والعجلة من الشيطان) ويقولون في المثل: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة.
نصيحتي لك ألا تعودي مرة أخرى لبناء علاقة حب مع أي شاب، وإياك أن تذلي نفسك بهذه الطريقة، فالإسلام أرادك أن تكوني عزيزة مطلوبة لا ذليلة طالبة، واحرصي بشدة أن تتوفر في شريك حياتك الصفات الحسنة، وأهمها ما أرشدنا إليها نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.
يبدو أنك تفتقدين لشيء من الحنان في أوساط أسرتك، ولذلك اغتررت بحنان هذا الشخص، وربما يكون حنانا مصطنعا يريد من خلاله الوصول إلى مبتغاه، لأن المعلوم عمن كان حاله من الشرب والسكر، أنه يشتم ويسب ويضرب .... إلخ.
لا تتأسفي على هذا الشاب، ولا تدعي الله أن يوفقك للزواج به، فليس فيه من الصفات ما يجعلك تتعلقين به، ويكفي أنه سكير، وأن ما يحصل عليه من المال يذهب لشراء المسكر، فهل هذا الشخص قادر أن يفتح بيتا ويعول أسرة؟ وانظري إلى التفكير العاقل المنطقي من أمك، وهي أكثر الناس حرصا على سعادتك، فلما تقدم هذا الشاب رفضته ولم تنظر إلى أي من الصفات الأخرى التي يحملها.
أكثري من الدعاء أن يرزقك الله الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، وأكثري من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
احمدي الله تعالى أن صرف عنك هذا الشاب، واعتبري أن هذه نعمة من الله، وإن كنت تودين أن تتزوجي به فالإنسان قد يحب شيئا وفيه شر له، وقد يكره شيئا وفيه خير له، قال تعالى: (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
الزواج مشروع العمر وليس مشروعا آنيا مستعجلا، ولذلك لابد من أن يتم البحث عن تفاصيل حياة من سيتقدم لك، وعليك بعد التيقن من أنه صاحب دين وخلق، وأن تصلي صلاة الاستخارة وتدعي بالدعاء المأثور، ومن ثم تتوكلي على الله وإبداء الموافقة، فإن سارت الأمور بيسر وسهولة فهذا يعني أن الله تعالى اختاره ليكون زوجا لك، وإن تعسرت وانسدت الأبواب فهذا يعني أن الله صرفه عنك.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، إنه سميع مجيب.