والدي يعاني من الزهايمر وضمور خلايا المخ.. فكيف نتعامل معه؟
2018-05-01 05:15:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والدي رجل كبير، عمره فوق الستين، يعاني من ضمور في خلايا المخ والزهايمر، وعرض على استشاري أعصاب ومخ، وصرف له أدوية مهدئة وفيتامين ١٢ ولكن عنده مشكلة في الذهاب للحمام، أصبح لا يدرك متى يذهب إلى الحمام، وعنده عدم تحكم في عملية الإخراج، ويرفض الجلوس في الحمام لقضاء حاجته، وهو عصبي يتكلم ويصرخ على من حوله، ودائماً يسرح بتفكيره، وعنده تأتأة في الكلام، فهل يوجد حل أو إجراءات لابد من اتباعها معه؟ وما الخطة التي لا بد من اتباعها للبدء بحل مشكلته؟ وهل يحتاج لنعرضه على أخصائي مسالك أو طبيب نفسي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً، وأقول لك -إن شاء الله تعالى- تستفيدون من هذه الفرصة أنت وإخوتك ومن حولك من الأهل لتقديم أفضل ما يمكن من خدمة لهذا الوالد، فتح لكم باباً من أبواب الجنة فلا تغلقوه أبداً، عِّلة الخرف أو العته متعبة حقيقة لأهل المريض ولا شك في ذلك، لكن -الحمد لله-بالصبر والرضا والاستفادة من الخدمات الطبية المتقدمة جداً الآن لاحتواء هذه الحالات يمكن أن تسير الأمور بخير.
أولاً: علة الزهايمر أو العته ليس اضطرابا فقط في الذاكرة أو تدهورا مريعاً في الذاكرة إنما هو تدهور في الشخصية، تدهور في المسلك والسلوك، تدهور في الحاجات البيولوجية، تدهور في الإخراج، هو تدهور عام.
وهذا واضح أنه الآن ينعكس على والدك الكريم -أسأل الله له العافية- بالتأكيد من الضروري أن تذهبوا به إلى الطبيب النفسي، ولا حاجة لطبيب المسالك، لكن يمكن أن يفحص له البول للتأكد من وجود التهابات من عدمه؛ لأن الالتهابات إذا كانت شديدة تجعل التحكم في البول صعب وفي الإخراج كذلك، أضف إلى ذلك أن علة العته أصلاً بعد أن تتخطى المرحلة الثانية؛ حيث أنه توجد ثلاث مراحل، لا يتحكم المريض في مخارجه، الوالد قطعاً لا يدرك محيطه؛ ولذا أهم شيء أن تكون الأبواب مغلقة، ويجب أن تراعوه كثيراً فيما يتعلق بدخوله الحمام؛ لأن هؤلاء المرضى عرضة لكسر عظمة الحوض هذا شائع جداً، فيجب أن تكون هنالك تحوطات من عدم السقوط.
الأمر الآخر هذا الصراخ وغيره يمكن أن يقل كثيراً من خلال إعطائه بعض الأدوية، لكن هذه الفئة من المرضى حساسة جداً للأدوية، لذا يجب أن تكون الجرعات جرعات صغيرة وإذا كان هنالك حاجة يمكن أن تبنى الجرعة، وهذا الذي أقوله لك معروف تماماً لدى الأطباء النفسيين، الطبيب النفسي قد يعطيه شيء يساعده في موضوع الذاكرة على الأقل إن لم تتحسن قد يتوقف التدهور، عقار مثل إبيكسيا مفيد.
أما بالنسبة للصراخ والتأتأة في الكلام، وهي بالمناسبة ناتجة من تلف خلايا الدماغ أو ضمورها، هنالك أدوية مثل السيركويل أو الرزبيريادون بجرعة صغيرة تساعده كثيراً، وبالنسبة لموضوع الخروج وغيره نحاول أن ندربه بالذهاب إلى الحمام كل 4 ساعات مثلاً، نعم الأمر يتطلب صبرا وصبرا كبيرا جداً، لكن في نهاية الأمر يمكن تدريبه هذا أثبت عملياً، واستعمال الحفاظات وخلافه أيضاً أمر وارد لكن يجب أن لا نستعجل له.
هذه الإجراءات التي يجب أن تتخذ، ويجب أن نهتم أيضاً بغذائه هذا أمر مهم جداً؛ لأن هؤلاء المرضى قطعاً عرضة لفقر الدم، وهذا يزيد ويجعل فقدان الذاكرة والتغيرات السلوكية تسير بصورة مطردة جداً في حالة وجود أنيميا، هذا هو الذي أود أن أذكره، وأسأل الله تعالى له العافية.
جزاك الله خيراً.