الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرجو –أخي الكريم– ألَّا تفقد الثقة في الأطباء، وطبعًا التشخيص في الطب النفسي مبني على الأعراض، ليست هناك فحوصات يعرف بها المرض النفسي من خلال فحص الدم أو غير ذلك، إنما الفحص النفسي ينبني أو يتم من خلال معرفة الأعراض، وإذا كانت الأعراض مختلفة – أي ليست معروفة لمرضٍ معيَّن – فهنا ينتج الاختلاف، ومن الأعراض التي ذكرتها – أخي الكريم – أعراض قلق وأعراض اكتئاب في المقام الأول، وطبعًا الوسواس القهري مختلف، ولكن قد توجد أيضًا فيه أعراض قلق وأعراض اكتئاب.
أخي الكريم: تشخيصك الصحيح بإذن الله هو اكتئاب، ولماذا أقول ذلك؟ لأنه دائمًا الأعراض تُصاحب الزكام، والزكام فيروسي، وقد ثبت أن هناك ارتباطا شديدا بين الأمراض الفيروسية والاكتئاب النفسي، بل إن بعض الفيروسات تظهر في شكل أعراض اكتئاب فقط، ولا يُكتشف إلَّا بعد فترة أن هناك اضطراب فيروسي.
فإذًا ارتباط هذه الأعراض مع الزكام وأعراض الاكتئاب هي الأكثر ظهورًا في شكواك، وبالذات حدوثها بعد الصباح، وتحسُّن بالليل، هذا من الأعراض الرئيسية عند الاكتئاب، إذ دائمًا مرضى الاكتئاب تكون أعراضهم شديدة في أول النهار وتختفي أو تخف تدريجيًا في الليل، ممَّا جعل بعض الأطباء يربطون هذا ببعض التغيرات الهرمونية عند الإنسان.
على أي حال – أخي الكريم – تشخيصك هو اكتئاب، ناتج من الالتهابات الفيروسية التي تُصاحب دائمًا الزكام، وهذا في حدِّ ذاته خبر جيد، لأن هذا الاكتئاب يتبع دائمًا الزكام، وكلما خفَّت نوبات الزكام فإن شاء الله الاكتئاب يختفي، وهذا ما يظهر معك أنه دائمًا بعد أسبوع تختفي أعراض الاكتئاب، وهذه هي دائمًا المدة التي يُشفى الإنسان فيها من الزكام.
فهوّن عليك، لا تحتاج إلى أي أدوية، بل تحتاج إلى فهم هذا المرض، وعليك بعلاج الزكام، وليس هناك طبعًا علاج مباشر للفيروسات، ولكن يجب عليك أخذ قسطًا كافيًا من الراحة واستعمال المسكنات مثل البنادول وغيره، فكل هذا يُساعد على علاج الزكام، وبالتالي تُخفف من مشاكل الاكتئاب النفسي.
وللفائدة راجع العلاج السلوكي للاكتئاب: (
237889 -
241190 -
262031 -
265121).
وفقك الله وسدد خطاك.