كيف أتخلص من الوسواس القهري؟
2018-07-01 06:04:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أعاني من الوسواس القهري، وشخصني بذلك ثلاثة أطباء نفسيين، والحمد لله على كل حال، آخذ الآن دواء (سيمبالاتا 60) (وابليبكس 5) قرصا واحدا من كل دواء في اليوم، وساوسي متعددة وإن كان أشدها هو وسواس الصدم والفرار، فأنا دائما ما أشعر أنني تسببت في حادث أثناء قيادتي للسيارة، جاءت فترة كنت لا أقود فيها السيارة من سيطرة الوسواس علي، ولكن مع الدواء بدأت أقود السيارة مرة أخرى، ولكن في بعض الأحيان تسيطر هذه الأفكار علي خصوصا عند ارتكابي لخطأ ولو بسيط أثناء قيادتي.
ذات مرة كنت أقود وكانت الإشارة الخاصة بالسيارة (إشارة الانحراف)، وكانت اتجاه اليسار هي التي تعمل لسهو مني لأنني كنت أريد أن أتجه يمينا وبالفعل اتجهت يمينا، وكانت الإشارة اليسرى هي التي تعمل فأخشى أن أكون قد تسببت في حادث بالخطأ، أشعر بالضيق، ولا أدري ماذا أفعل هل أصوم 60 يوما احتياطيا أم ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Amr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وأنا أتفق وأضم تشخيصي للأطباء النفسانيين بأنك فعلاً تعاني من وسواس قهري اضطراري، وما الاستشارة التي ذكرتَها إلَّا حالة من حالات الوسواس القهري الواضحة – يا أخي الكريم -.
الوسواس القهري هو فكرة تكرر، وتُلح على الشخص، يحاول مقاومتها فلا يستطيع، تُحدثُ نوعًا من القلق والتوتر فيحاول الشخص أن يقوم بشيء أو يفعل شيئًا ما لخفض القلق والتوتر، وهذا ما يحدث معك – أخي الكريم -.
الفكرة الآن الوسواسية التي تتكرر في ذهنك هو أنك ارتكبت حادثًا ولا تستطيع التخلص من هذه الفكرة، وتريد أن تصوم للتخلص من القلق والتوتر الناجم عن هذه الفكرة المتكررة الملحة في ذهنك، وهذا بصريح العبارة يعني أن العلاج الدوائي لن يفيد فائدة تُذكر، ومن الأشياء المعروفة أن الـ (سيمبالاتا) هو دواء مفيد جدًّا في علاج القلق والتوتر، وبالذات القلق والتوتر المصاحب بأعراض بدنية، ولكنه ليس بذات الفعالية في علاج الوسواس القهري، وكذلك الـ (أرببرازول) أو الـ (ابليبكس) هو ليس من الأدوية التي تستعمل كخط دفاع أول في الوسواس القهري، أدوية الوسواس القهري المعروفة هي الـ (فافرين) هو من أكثر الأدوية فعالية في علاج الوسواس القهري، ثم الـ (فلوكستين)، ثم الـ (أنفرانيل)، ثم الـ (سيرترالين).
والشيء الآخر أيضًا: العلاج السلوكي المعرفي مهمٌّ جدًّا للعلاج الوسواس، وواحد من الأشياء التي يُنبّه لها العلاج السلوكي هو أنك لا تستجيب للوسواس، منع الاستجابة، ولذلك الآن نصيحتي لك – أخي الكريم – لا تصم على الإطلاق، لأنه لم يحدث شيئًا، كل ما يحصل معك هو وسواس قهري، لا تصم، عليك بمراجعة طبيب نفسي آخر، ويا حبذا لو كتب لك واحد من هذه الأدوية التي ذكرتها، مع جلسات علاج سلوكي؛ لكي تتخلص من هذا الوسواس وتعيش حياة طبيعية أخي الكريم.
وفقك الله وسدد خطاك.