مشوار الفشل في الدراسة مستمر معي، كيف أجتازه؟
2018-07-04 03:28:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا طالبة في السنة الثالثة من التعليم العالي شعبة الدراسات الإنجليزية، لم أتوفق في الدورة العادية، وبقي لي أسبوع على اجتياز الدورة الاستدراكية، والمشكل أنني لا أراجع دروسي بتاتا، أقضي معظم الوقت في النوم، وإمساك الهاتف طوال اليوم على السوشل ميديا، ثم أنني أحس وأدري أنني أضيع وقتي لكن بدون فائدة تذكر!
أعزم على أن أعمل بجد لتدارك الموقف، لكن عندما أجد كل المواد للفصل بأكمله ينتابني إحساس بالهلع، ثم الخوف، ثم لا شيء، وعندما أعود للمذاكرة يغلبني النوم أو أضيع الوقت بأي شيء آخر.
أختي أصغر مني في نفس الجامعة قد اجتازت الامتحانات وتخرجت، وكنا ندرس بنفس الفترة، هي كانت مجدة ومكدة والعكس كنت أنا، وألوم نفسي على هذا إذ من المخجل أن أتلقى النصح من أختي الصغرى، عندما كانت هي تسهر لحفظ دروسها، كنت أقضي معظم الوقت بالنوم، كلما أردت أن أدرس، أو أقوم بالسهر، ينتابني شعور قوي بالنوم لا أقدر على مقاومته فأستسلم له، وهذا ما يحصل معي الآن، لكن عندما تمر فترة الدراسة يختفي هذا النوم.
لا أريد أن أرسب، خاصة وأن والديّ يعولان على نجاحي كي أتخرج هذه السنة، كما أخجل الاعتراف بهذا، قد ابتعدت عن خالقي وواجباتي الدينية، أجد أنني أشتكي للخلق معظم الوقت، ومع ذلك لا يفيدني أحد بشيء، هل هنالك حل لإنقاذ الوضع؟
علما أنني رسبت من قبل عندما أردت اجتياز الامتحانات النهائية للثانوية العامة، وأيضا عندما كنت قد اخترت شعبة البيولوجيا لمدة سنتين، بعدها اخترت الدراسات الإنجليزية، ولا أريد أن أرسخ لوالدي أنني فاشلة عندما يتعلق الأمر بالدراسة، ما زالا يجهلان فشلي في الدورة العادية، ولا أريدهما أن يعلما، بل أريد الاستدراك.
أرجو المساعدة، وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دليلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك التواصل، ونحيي فيك شجاعة الاعتراف والوضوح في طرح السؤال، وندعوك للتوجه للكبير المتعال الذي بيده صلاح الأحوال، ونسأله سبحانه أن يوفقك ويحقق لنا ولك الآمال.
لا يخفى على أمثالك أن النجاح يحصل بتوفيق الكريم الفتاح، وأن ما عند ربنا من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته، وعليه فنحن نؤكد لك أن بداية التصحيح للأوضاع تبدأ بإصلاح ما بينك وبين الله؛ لأن الطاعات سبب للتوفيق والنجاحات، كما أن المعاصى سبب للرسوب والخذلان، وقد قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: كنا نحدث أن المعاصي تنسي العلم، وتتردد في مسمع الدنيا أبيات الإمام الشافعي التي يقول فيها:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ... ونور الله لا يهدى لعاصي
وعندما لاحظ الإمام مالك المعية وذكاء وفطنة على الإمام الشافعي -رحمة الله عليهما- قال له: إني أرى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية.
وللمعصية ظلمة في الوجه، وتقتير في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق، والعلم والنجاج فيه من الرزق، وفي الحديث أن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.
ولكي نضع معك النقاط على الحروف، أرجو أن تلتزمي بما يلي:
1- التوبة النصوح، ومن شروطها الإخلاص فيها والصدق فيها مع الله، والإقلاع عن كل ما يغضب الله، والندم على ما مضى من التقصير، والعزم على عدم العود للذنب أو التقصير.
2- كثرة اللجوء إلى الله بصدق ويقين وعزم وإلحاح، ونبشرك بأن ربنا يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، وتعوذي بالله من العجز، وهو ضعف الإرادة، ومن الكسل والتهاون في تنفيذ المطلوب.
3- اجعلي لنفسك جدولا فيه وقت للنوم، ووقتا للدراسة، ووقتا للتواصل مع والديك؛ لأن برهما مفتاح للنجاح، ولا مانع من قليل من الترفيه، ولكن بمقدار ما يعطى الطعام من الملح؛ لأن اللعب ليس مقصودا لذاته بل هو عون على ما بعده من الجد.
4- التركيز على الأشياء المهمة، والتواصل مع المعلمات والصالحات والاستفادة من نصحهن.
5- اختيار التوقيت المناسب والمكان المناسب للدراسة، فلا تدرسي إلى جوار من يتكلمون، وابتعدي عن مكان النوم، وجددى نشاطك بالحركة وتجديد الوضوء وترديد الأذكار وكثرة الاستغفار.
6- البعد عن الهاتف وعن برامج التواصل التي تجذب بسحرها، مع ما فيها من غثاء، كما أنها باب من أبواب الشيطان لما يغلب فيها من المخالفات، وما أكثر ما رسب بسببها من طلاب، وخربت بسببها من بيوت، وكم ضاعت بسببها من أوقات وثروات.
7- مصادقة الصالحات الحريصات على طلب العلم، الراغبات في المراتب العالية، فالإنسان يتأثر بمن حوله، وكما قيل: قل لي من تصادق أقل لك من أنت!
8- تذكري عواقب التهاون وأضرار هذا التسيب على مستقبلك وحياتك وأسرتك، واعلمي أن النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة لا يمكن أن يكون منحة للكسالى.
9- احرصي على تنفيذ الخطوات التي تذاكرناها، وافرحي لكل تقدم، واشكري الموفق لتنالي بشكره المزيد، فالشكر حافظ للنعم وجالب للمزيد.
10- التزمي طريق أهل التقوى، وراقبي من لا يغفل ولا ينام، وتوكلي عليه واستعيني به سبحانه، وأكثري من ترداد: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز وذكر واستعانة.
نسأل الله لك التوفيق، وننتظر منك البشارة باليقظة والتوبة والنجاح، ونكرر الترحيب بك.