الزواج بامرأة أكبر سناً
2005-06-21 11:23:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فأريد استشارتكم في أمر ألا وهو:
أنا شاب مقبل على الجامعة، متفوق ولله الحمد، ومن الذين يسألون الله الثبات على الحق، وحالتي المالية جيدة ولله الحمد، وقادر على الزواج، أنا وبكل صراحة أعجبت بامرأة جامعية أكبر مني سناً بقرابة 3 سنوات بما سمعت ورأيت عنها من أخلاق ودين وجمال أيضاً.
وأنا أردت بعد تفكير أن أتزوج بهذه المرأة ولكن المشكلة هي أنها ليست من دولتي وبالأصح هي غير عربية، ولكن ولدت مسلمة ومن دولة إسلامية غير عربية، فما رأيكم؟ هل أطلب منها الزواج أم لا مع التبيين؟ وإن كان جوابكم بنعم فكيف أطلب الزواج بها؟ وكيف أقنع أهلي بهذا الأمر؟ وما هو الأسلوب الذي سأطرح عليهم هذا الأمر الكبير؟ وأنا حقاً أريد الزواج ليس فقط لنفسي ومتعتي ولكن أيضاً أريد أن أتزوج ولا أطلق لأني رأيت الطلاق يحصل بين أهلي وأقاربي، وأنا أريد أن يكون لي في المستقبل الذرية الصالحة الناصحة الطائعة المثقفة؛ لهذا أريد استشارتكم.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله أن يعينك على ما فيه خيرك في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.
وبخصوص استشارتك بالزواج بهذه المرأة غير العربية، فاعلم أخي أننا ننطلق من تعاليم ديننا، وأن ديننا والحمد لله واضحٌ وصريح في هذه الجوانب، أعني بها جوانب الاختيار، وتنحصر في الدين والخلق، فما دامت الفتاة ذات دين وخلق فيتم الزواج منها، وهي التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) كما أنه لا أثر لفارق السن أو اختلاف الوطن من الناحية الدينية، ويبقى معك الجانب الاجتماعي والأسري.
أما من الجانب الأسري -أعني بذلك والديك- فعليك بذل قصارى جهدك في إقناعهم، ولا تخالفهم، فإن طاعتهم هنا واجبة، وإن أدى إلى ترك هذا الزواج.
أما الجانب الاجتماعي -وأعني به اختلاف العادات والتقاليد بين الأسرتين- فأقول لك أخي: إن الشاب يجب أن يُراعي هذا الجانب؛ لأنه أيضاً ربما يكون له تأثير في دوام الحياة الزوجية من عدمها.
وبتجاربنا في هذا المجال، فإن كثيراً من مثل هذه الزيجات لم تنجح؛ لأنه ورغم إسلام المرأة إلا أن أعراف أهلها وتقاليدهم وعاداتهم تطغى على إسلامها، فلا تتفاعل بالصورة المطلوبة مع مجمتعك وأهلك، فتضطر أن تعيش في عزلةٍ عن الأهل، وهذا إشكالٌ من الإشكالات التي تعترض طريق الزوج، وتحول دون تحقيق الحياة السعيدة المنشودة، وعليه فلو بحثت عن فتاةٍ مسلمة عربية، ولا بأس أن تكون بعيدة عن الأسرة فيكون أحسن.
أما إن كانت دراستك للأمر تختلف عما توصلت إليه فلا بأس أن تقدم وتقنع أهلك، وهنا عليك أن توسط رجلاً من الأسرة يكون فاهماً وعالماً ليقوم بإقناع الأهل، مع المصارحة التامة معهم، فهي خير وسيلة لإقناعهم.
وعليك بكثرة الدعاء إلى الله تعالى، مع صلاة الاستخارة.
والله الموفق.