أعاني منذ 8 سنوات من قلق المخاوف الوسواسي والقلق التوقعي، ساعدوني.
2019-01-20 06:01:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
مؤخرا بدأت أحس بأن الأعراض تفاقمت بشكل هائل، حيث أنني أصبحت أخاف من كل شيء، ومن جميع الأمراض، حتى من الزكام، وأبحث عن أي شيء يؤلمني على الإنترنت، وأجد مرضا معينا، فتصيبني جميع أعراضه، وأخاف أكثر لأنها أصابتني، وتأتيني أعراض أخرى أبحث عنها وأجد مرضا آخر وأخاف أكثر، وهكذا أصبحت حياتي من مرض لمرض، ومن خوف لخوف.
أصبحت أخاف من المستشفيات ومن الأطباء، وأظن أنهم لن يفهموا مرضي، ويصفون لي أدوية أو إبرة تؤدي لموتي أو فقدان السيطرة على ذاتي، لدي قولون والتهاب في المعدة، زرت الطبيب ووصف لي دواء لكن لم آخذه؛ لأنني أخاف من الأعراض الجانبية للدواء، أصبحت دقات قلبي تصل لي 156، بسبب الخوف ولم أعد أرتاح في أي شيء حتى في المنزل، ولم أعد أستمتع بشيء نهائيا، حتى مع والديّ، لا أحس بأنهما والداي، ولا أحس بأي شيء في العالم الخارجي من غير الخوف والهلع، وتشويش في الرؤية؛ حيث أحس أنني في عالم آخر.
زرت مؤخرا طبيبا نفسيا لكنني لم أرتح له، لم يعطني الفرصة للتكلم بأريحية، وفحص لي دقات قلبي فوجدها متسارعة بحكم أنني أخاف لدرجة خيالية، وصف لي دواء أولانزابين، وسيرترالين ودواء ستريزام لكنني لم أرغب في أكله لأنني شككت أنني مصابة بالسكري، والقلب وعملت مؤخرا تحليلا لخزان السكر فوجدت فحوصات سليمة عدا فيتامين د 10 منخفض جدا، رغم هذا لم أرتح؛ أنا لا أثق بجسمي بتاتا، وأظن أن هناك شيئا غير طبيعي، ولا أحد يعلم به، ما زلت أحس بالألم في كل جسمي، لدي قلق مرضي أتخيل سأذهب للمستشفى، وسوف يصفون لي إبرة تقتلني وأموت، أخاف من كل شيء قد يخطر على بال أي أحد، أخاف وعائلتي لا تعلم بشيء؛ حيث أنني ذهبت للطبيب بدون علمهم؛ وخفت أن الدواء سيسبب لي أشياء تفقدني السيطرة عن نفسي أمامهم.
أود أن أتعالج لأنني حقا تعبت ولا أحد يشعر، أخاف أن يكون هذا الوسواس، وهذا الخوف هو السبب في موتي، ولماذا الوسواس يسبب كل هذه الأعراض رغم أنها غير حقيقية لكن تظهر بشكل حقيقي؟ أنا لم أعد أثق بشيء في جسمي، أجد أن جسمي سيغدرني في أي وقت، هناك أعراض أخرى كثيرة، ولكن لم أقدر على وصفها.
أرجو منكم المساعدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهيلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمما لا شك فيه أنك تعانين من مخاوف مرضية شديدة وصلت لدرجة ما نسميه المراق المرضي، وقطعاً اطلاعك وقراءتك عن الأمراض وخلافه تحفز هذا الوسواس وهذا النوع من الخوف، فأول ما تتوقفين عنه هو القراءة عن الأمراض، والأمراض موجودة ولا شك في ذلك، وهي جزء من حياة الناس، والإنسان يسعى؛ لأن يعيش حياة صحية ويسأل الله تعالى أن يحفظه، فإذاً يجب أن تبني فكرا جديدا مخالفا لهذا الفكر الوسواسي، وصرف الانتباه أيضاً يحدث من خلال حسن إدارة الوقت، الوسوسة المرضية من أسبابها الفراغ الزمني، والفراغ الذهني، وعدم التخطيط لتحديد الأهداف الحياتية والعمل على تنفيذها، والوصول إليها.
أنت صغيرة في السن، وأمامك الكثير والكثير الذي يجب أن تقومين به، ركزي على دراستك، واستمتعي بحياتك على النطاق الاجتماعي، كوني بارة لوالديك، عيشي حياة صحية من خلال النوم الليلي المبكر، ممارسة الرياضة، التغذية السليمة، الذهاب إلى طبيب الأسرة بصفة دورية مرة واحدة كل 4 أشهر هذا يكفي جداً، يجب أن تصححي فيتامين د وذلك من خلال تناول العلاج التعويضي، تمارين الاسترخاء ممارستها باستمرار سوف تساعدك كثيراً في الشعور بأنك سليمة في جسدك وفي نفسك، هذه هي النصائح التي أود أن أذكرها لك.
وبالنسبة للعلاج الدوائي دواء واحد مثل السبرالكس والذي يسمى استالبرام سيكون هو الأمثل بالنسبة لك، لأنه مضاد ممتاز لقلق المخاوف ولا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، فشاوري طبيبك حول هذا الدواء وطبقي ما ذكرته لك من إرشاد.
أسأل الله تعالى أن يحفظك، وبهذه المناسبة يجب أن تكونين حريصة جداً على الصلاة في وقتها وأذكار الصباح والمساء، والورد القرآني يجب أن تلتزمي به؛ لأنه بذكر الله تطمئن القلوب.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.