فتاة وعدها زميلها في الجامعة بالزواج بعد الانتهاء من الجامعة
2005-07-21 11:57:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاءتني إحدى الأخوات تعرض علي مشكلة تواجهها، ولكنني بصراحة لم أستطع الرد عليها، ولذلك أعرضها على حضراتكم والله المستعان:
هي طالبة جامعية، تحس بمشاعر حب تجاه زميل لها في نفس الكلية، وفي الواقع هي مشاعر متبادلة, يعني هو الآخر يحس ناحيتها بنفس المشاعر، المهم أنهما كانا يتكلمان عادياً وسط باقي الزملاء، إلى أن قال لها هذا الزميل ذات يوم عن حقيقة مشاعره وأنه ينوي الارتباط بها جدياً.
اتفقا على عدم الكلام معاً أو الجلوس سوياً أبداً حتى ينهيا دراستهما الجامعية ليستطيع أن يطلبها من أهلها نظراً لأنه الآن مجرد طالب لا دخل له وليس لديه شقة، هي تعلم تماماً أنه شاب ملتزم ولا يرضى بالحرام.
المشكلة الآن أنها لا تطيق الانتظار، ولا تعرف هل ينبغي أن تخبر والديها عما حدث أم لا ؟ فإنها إن أخبرت أمها فستظل الشكوك تساورها (يعني الأم) إن تأخرت عن البيت ولو دقائق؟ هي ـ والحمد لله ـ فتاة ملتزمة ولكن أمها إن علمت فستضيق الخناق عليها، فهل تخبرها؟
علماً بأن هذا الشاب قد أخبر أسرته عن الموضوع ويطلب منها أن تخبر أسرتها هي أيضاً، فماذا ينبغي أن تفعل؟
بالمناسبة فقد سألتني: هل إحساسها بالحب تجاه شخص ما يعتبر حراماً؟ فقلت لها: لا ليس حراماً، لأنها مشاعر طبيعية لا يملكها الإنسان بل إن المرأة المسلمة لها أن تعرض نفسها بالزواج على شخص إن توسمت فيه الدين والخلق، فهل ما قلته صحيحاً؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الفقيرة إلى الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يوفقك للخير وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يُيسر لصديقتك أمرها، وأن يغفر لها ذنبها، وأن يلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإذا شعرت الفتاة المؤمنة أن رجلاً يرغب في الارتباط بها فالواجب عليها أن تدلَّه على منزلها ومحارمها ليطلب يدها منهم، وهذا التصرف دليل عفة وطهارة في الفتاة، وفيه مصالح كبيرة للفتاة؛ لأن الرجال أعرف بالرجال، وهذا التصرف يرفع قيمة الفتاة عند أهلها وعند خطيبها، ويجعلها كما أرادها الإسلام مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، فليس من المصلحة أن تُخبر أهلها بنفسها وإلا كان ذلك خرماً لثقتهم فيها وخدشاً لحيائها.
فإذا طلب الخاطب يدها ودخل البيوت من أبوابها كان من حقها بعد ذلك أن تطرح وجهة نظرها لأمها ولأهلها، وهذا دليل على جدِّية الخاطب وصدق رغبته، أما أن تكون العلاقة في الخفاء فهذا لا يرضي الله تعالى.
وشكراً لهما على فهمهما لهذا الأمر، وهذا دليل خير فيه وفيها، وحتى بعد الخطبة فإن العلاقة ينبغي أن تكون مضبوطة بأوامر وآداب الشريعة، فلا يحل له أن يخلو بها لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج فقط.
وأرجو أن أذكِّر فتياتنا وشبابنا بأننا ندفع ثمن مخالفتنا لآداب هذه الشريعة بدخولنا في جامعات مختلطة، تجد فيها الفتاة نفسها بين الرجال، ولستُ أدري متى ندرك خطورة هذه المخالفة!؟ (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[النور:63]، وقد بدأت الأمم الكافرة تدرك خطورة وجود النساء مع الرجال، وأخذوا في إنشاء جامعات مخصصة للبنات وأخرى للرجال، وذلك بعد أن دفعوا الثمن غالياً وانتشرت الأمراض الفتاكة، وضاعت الأخلاق، ونزع العلم؛ لانشغال كلٌ من الجنسين بالآخر.
ولا شك أن الشاب يسهل عليه أن يخبر أهله بنفسه ولكن الأمر مختلف بالنسبة للفتاة، وقد يساء بها الظن ويجلب لها المتاعب.
والمرأة المسلمة ينبغي أن تعمر قلبها بحب الله ثم تحرص على حب واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وتحب والديها ثم تؤسس حبها لبقية الناس على العقيدة، فتحب أهل الدين لصلاحهم وليس لأي شيء آخر، فإذا جاءها الزوج المناسب أحبته وحرصت على رضاه؛ لأن رضاه من محبوبات هذه الشريعة.
وأرجو أن تحرص فتياتنا على حفظ أبصارهنَّ وعدم التوسع في التعامل مع الرجال الأجانب بحجة الزمالة أو الجيرة؛ فهذا كله مما منعته هذه الشريعة لمصلحة الفتاة والفتى.
كما أرجو أن تنصرف الفتيات إلى طلب العلم النافع والبعد عن عرض الزينات والموضات، وليت كل فتاة تتبرج وتتزين تسأل نفسها: لمن أتزين؟ وهل ستكون زوجة لكل الرجال الذين تقابلهم، وإذا كان الجمال نعمة فهل من شكر النعمة عصيان الله بها؟ ويؤسف الإنسان أن يقول: إن الجامعات تحولت إلى معارض للأزياء، وأسواق لعرض المفاتن، وبارك الله في كل فتاةٍ تحرص على عفتها وتتأسى بأمهات المؤمنين، وتعلم أن طاعة الله أعلى وأغلى، وتوقن أن رزقها سوف يأتيها.
والله الموفق.